أنقرة (الزمان التركية) – أكد الأستاذ الدكتور جيهانكير إسلام، أحد الأكاديميين المفصولين بموجب مراسيم الطوارئ، والزوج السابق لأول برلمانية تركية محجبة مروة كافاكشي، أن منع التفكير والتعبير عن الرأي ليس سياسة الأنبياء والرسل بل سياسة الفراعنة، على حد تعبيره.
وقال إسلام – الذي لعب دورًا محوريًّا في تأسيس كل من حزب السعادة الذي حل محل حزب الرفاه الإسلامي بقيادة نجم الدين أربكان الراحل وحزب صوت الشعب وجمعية “المظلومين” – إن سعي الحكام والإداريين لزيادة هيمنتهم على المجتمع أمر منافٍ للفلسفة الرئيسة للدين الإسلامي، مشيرا إلى أنه لو قدم له هذا الكم الهائل من السلطات لارتعدت فرائصه ورفضتها، وذلك في تصريحات مهمة حول النظام الرئاسي الذي يحنّ إليه الرئيس رجب طيب أردوغان ومن المنتظر أن تنتقل إليه تركيا بعد الاستفتاء الشعبي في شهر أبريل القادم خلال مشاركته في برنامج على قناة (KRT).
وأشار الأكاديمي المفصول إلى أن الحكومات قد تنطلق في بداية مشوارها بشعار الحق والحقيقة، لكنها من الممكن أن تتخلى عن هذا المبدأ بمرور الوقت وتبدأ بـ”تأليه القوة”، وفق تعبيره.
وشبّه إسلام حالات الفصل بموجب مراسيم الطوارئ بـ”مخيمات الاعتقال” التي بناها هتلر، لافتًا إلى فصل نحو 100 ألف إنسان من أعمالهم بمراسيم الطوارئ، وإلغاء جوازات سفرهم وحرمانهم من رواتبهم، وهم الآن يعانون مع أسرهم من الفقر.
وأعاد إسلام إلى الأذهان وصف أحد الأكاديميين أثناء الانقلاب الأبيض عام 1997 ما سمي “غرف إقناع الطالبات المحجبات على خلع حجابهن” بـ”غرف الغاز للأرواح”، ثم شبّه جيش المفصولين من أعمالهم بموافقة الرئيس أردوغان بـ”معكسرات الاعتقال الحديثة”، معتبراً ذلك محاولة لاستئصال الناس وتدميرهم وإعدامهم.
الاستسلام لجاذبية القوة وتأليهها
وأوضح إسلام أن الأحزاب والحكومات قد تتبنى في بداية مشوارها السياسي مبدأ الحقيقة، لكنها من المحتمل أن تخضع وتستسلم بمرور الوقت لجاذبية القوة والسلطة وتتوجه لتأليهها، وتابع بقوله: “تركيا اليوم تمر بمرحلة من هذا القبيل، والحل الأنجع يكمن في العودة إلى القانون وتفعيله مرة أخرى، أذكّر المسلمين الذين يشغلون السلطة حالياً بالآية الثامنة عشر من سورة الزمر “الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ”.
وواصل إسلام قائلاً: “إن هذه الآية تدافع عن حرية التعبير عن الرأي، ومنع التفكير والتعبير عن الرأي ليس سياسة الأنبياء والرسل والحكماء بل سياسة فرعون، إنها سياسة القمعيين الطغاة الذين تسلطوا على الناس على مدار التاريخ، الدين شيء مدني ودعوة مدنية لصالح الناس والمجتمعات وليس لصالح السلطات والمؤسسات الرسمية، هذه التعديلات الدستورية ستقود تركيا إلى الاستبداد والدكتاتورية، لو عرضوا عليّ كل هذه السلطات والصلاحيات لتجنبتها ورفضتها دون تفكير ثانية، لأنها تجعل الإنسان مستبدًا حتمًا”.
واختتم الأستاذ الدكتور جيهانكير إسلام بقوله: “نردد دومًا في أفواهنا ونتباهى بأننا أتباع رسول لم يترك ميراثا ولا دينارًا، لكننا نظهر الاحترام كلما ازداد الشخص ثراء وغناء، ألا يوجد هناك شجاع واحد يمكنه مغادرة هذا العالم بدون صكوك تملك وبدون إدخار الممتلكات؟ لماذا لا نقدم مثل هذا الإنسان قدوة وأسوة حسنة لنا وللجميع؟”.
أدلى الأستاذ الدكتور جيهانكير إسلام بتصريحات مهمة حول النظام الرئاسي الذي يحنّ إليه الرئيس رجب طيب أردوغان ومن المنتظر أن تنتقل إليه تركيا بعد الاستفتاء الشعبي في شهر أبريل / نيسان القادم.