أنقرة (الزمان التركية) – أسقطت سحر ألتن طاش الشقيقة الكبرى لمولود ميرت ألتين تاش؛ قاتل السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف جميع مزاعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية حول تورط حركة الخدمة في هذه العملية البغيضة من جانب وأشارت إلى بعض البؤر التي تختفي في أعماق الدولة وتشكل مجرمين محتملين خططوا وحرضوا على هذه الجريمة عبر استغلال سذاجة شقيقها.
وفي لقاء أجرته معها صحيفة” حريت”، التي أصبحت خاضعة تمامًا للحكومة بعد ما سمى بالانقلاب الفاشل، نفت سحر ألتن طاش صحة ادعاءات الرئيس أردوغان وإعلامه حول تلقي شقيقها الدروس في أحد المراكز التعليمية التابعة لحركة الخدمة وحصوله على منحة دراسية من أحد رجال الأعمال المقربين منها، بشكل قاطع، وأكدت أن شقيقها درس على نفقة والدتها الخاصة، داعية أصحاب مثل هذه الادعاءات إلى تقديم الأدلة والوثائق التي تثبت غير ذلك.
وتساءلت سحر ألتن طاش قائلة “لو كانت مزاعم علاقة شقيقي مع حركة الخدمة صحيحة فكيف تمكن من اجتياز الامتحانات وأنقذ نفسه من التصفيات بل وصل إلى مستويات الدخول إلى حراسة الموكب الرئاسي في الوقت الذي تعرض فيه عشرات الآلاف من الذين لهم أدنى صلة بهذه الحركة للاعتقال؟!”
ووجهت أصابع الاتهام إلى بعض البؤر المتسترة في أجهزة الدولة الأمنية التي قلبها الرئيس أردوغان رأسا على عقب مرتين، بعد تحقيقات الفساد، ثم بعد ما سمى بالانقلاب الفاشل، ثم شكّل أجهزة أمنية جديدة عين فيها أنصاره المنتمين إلى التيار الإسلامي الراديكالي إذ قالت: “لم يكن شقيقي من هذا النوع الذي يمكنه أن يرتكب مثل هذه الجريمة. فنحن تربينا على المبادئ والعادات التي نتبناها. لكنه عندما بدأ الدراسة في أكاديمية الشرطة سلّمناه للدولة ومن ثم حصل لديه عديد من التغييرات في سلوكه. لا يمكن لنا أن نتابع كل حركاته وسكناته بعد انتقاله إلى جهاز الشرطة”.
وشدّدت على أن شقيقها لم يكن طفلاً شجاعًا بل كان يخشى الظلام، ولم يكن شخصية صاخبة مثيرة للشغب، بل شخصية ساذجة يمكن خداعها بسهولة، لذلك نجد صعوبة في تصديق ما ارتكبه من جريمة الاغتيال. ورجحت أن شقيقها كان يخضع لمراقبة صارمة منذ الصف الأول في أكاديمية الشرطة وأعدوه ودربوه ليقتل السفير الروسي.
ولفتت سحر ألتن طاش،التي رفضت أن تظهر صورتها في اللقاء الصحفي وظهرت بظهرها، إلى احتمالية تلقي شقيقها تهديدات بقتل أسرته من جانب الجهات التي حرضته على اغتيال السفير الروسي وقالت: “الشيء الذي لفت انتباهي كان حركاته الغريبة، لقد بدا وكأنه ينتظر الأوامر من شخص ما قبل أن يطلق النار على السفير ويرديه قتيلاً”. وتابعت بأن عائلتها “ليست متشددة”، وأنهم كانوا يقضون عطلتهم دائماً في البحر، وأن شقيقها مولود كان يشرب الخمر قبل أن يدخل أكاديمية الشرطة في مدينة إزمير الساحلية.
ومن أكثر الأمور التي لفتت الانتباه في تصريحات شقيقة القاتل أنها أكدت أن شقيقها لم يكن يعلم اللغة العربية، مع أنه قرأ النشيد الخاص بجبهة النصرة أثناء تنفيذه لعملية الاغتيال، حيث التحق شقيقها بكلية الإلهيات (كلية الشريعة) بالتزامن مع التحاقه بأكاديمية الشرطة، بتوجيهٍ من رفيق غرفته “سرجان” الذي يعد “الصندوق الأسود” للقاتل والذي لازمه طيلة حياته ولم يفارقه أبدًا، وهو الذي عرض عليه الزواج من امرأة “منتقبة”، لكن عائلته رفضت ذلك نظرًا لأن كلاً من الوالدة والشقيقة لم تكن تضع على رأسيهما الحجاب، وخوفًا من عدم الانسجام بين الأسرتين.
وأضافت : “لسنا عائلة متشددة من الناحية الدينية، فلم يجبرني أخي على ارتداء الحجاب أو حتى على قراءة القرآن، وإن لم يصدقني البعض فليأتوا ويشاهدوا صورنا القديمة، ولكنه بدأ الصلاة خلال السنة الثانية من دخوله لكلية الشرطة”.
مع ذلك فإن المدعو سرجان، الشخصية الغامضة في حياة القاتل هو من اصطحبه إلى مجالس ودروس “نور الدين يلماز” المعروف بترويجه للفكر الإسلامي الراديكالي ويدعو خلال دروسه خلالها إلى الجهاد ويعلن دعمه لجبهة النصرة علانية. واللافت أن هذا الشيخ كان استقبله أنصاره في مدينة سيواس مطلقين هتافات “ها هو القائد وها هو الجيش”.
واختتمت سحر ألتن طاش حوارها مع صحيفة حريت مؤكدة أن والدتها تمر بحالة صحية سيئة جداً منذ وقوع الحادثة وأنهم لا يريدون استلام جثمان شقيقها، مشيرة إلى أنهم يشعرون بالعار بعد فعلته، حيث قالت “لقد تمنينا لو قُتل في أحد الانفجارات التي ضربت البلاد كنا سنشعر بالفخر”.
https://youtu.be/pop6QX9hXcQ