أنقرة ( الزمان التركية): طالعت صحيفة “أيدنليك” التركية المقربة من زعيم حزب الوطن اليساري المتطرف دوغو برينتشاك قراءها أمس الاثنين بعنوان رئيسي لافت ومثير للجدل.
فقد زعمت الصحيفة بدء عملية جديدة، بتوقيع أمريكي، تستهدف فصل تركيا عما أسمته جبهة أو “معسكر آوراسيا”، مدعيةً أن هناك مساعي تهدف إلى إبعاد الرئيس رجب طيب أردوغان عن “سياسات حزب الوطن”، من خلال طرح أكذوبة تقول إن دوغو برينتشاك سيقود انقلاباً جديداً ضد أردوغان.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان “عملية أمريكية جديدة ضد أردوغان” أن الولايات المتحدة الأمريكية أطلقت عملية جديدة من أجل إبعاد أردوغان عن “السياسات الوطنية” الحالية بعد فشل المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي، مشيرة إلى أن هدف أمريكا هذه المرة هو تشتيت محور المقاومة الأساسي الذي أحبط المحاولة الانقلابية، ما سيقود أردوغان إلى الابتعاد عن “السياسات الوطنية” وفقدانه دعم الشعب له إلى أن سيترك خندق المقاومة ضد الولايات المتحدة.
كما ادعت الصحيفة أن السيناريو بلغ مسامع الشخصيات السرية المحيطة بأردوغان فعلاً، وهو يتجسد في نشر شائعات حول انتقال السيطرة الكاملة على القوات المسلحة التركية إلى “مجموعة برينتشاك” بعد تطهيرها من الانقلابيين من “الكيان الموازي” عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف شهر يوليو الماضي، وأن برينتشاك يستعد في الوقت الراهن لتنفيذ انقلاب جديد ليطيح أردوغان بعد القضاء على حركة الخدمة، وذلك بهدف إبعاد أردوغان عن السياسات القومية التي يدافع عنها حزب الوطن الذي يرأسه برينتشاك.
ولفتت الصحيفة إلى مقولة “مجموعة برينتشاك ستنفّذ انقلاباً جديداً” التي كانت عبارة في البداية عن إشاعات أعادها إلى الأذهان مجدداً وبصوت أعلى أحمد تاشجتيران؛ الكاتب الصحفي في جريدة ستار الموالية لأردوغان، مشيرة إلى مقاله الذي نُشر في 11 سبتمبر/ أيلول والذي قال فيه “إنه من الواضح الجلي: إن أكبر خطورة يجب التنبّه إليها في هذه الأيام هي السعي لتصفية الكوادر المحافظة في أجهزة القضاء والجيش والجامعات تحت وصمة “الانتماء إلى منظمة فتح الله غولن الإرهابية”، وفتح المجال أمام الكوادر التابعة لدوغو برينتشاك بصفة خاصة لتحلّ محل تلك الكوادر المعرضة للتصفية”.
فريق داود أوغلو مستاء من تحالف أردوغان – برينشاك
وتابعت الصحيفة اليسارية: “بعد أحمد تاشجتيران، أعاد ترديد الأكذوبة نفسها هذه المرة متين جورجان المزعوم بأنه أحد المقربين من رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو. ففي أحد مقالته على موقع صحيفة “المونيتور” الأمريكية، ومركزها واشنطن، كتب جورجان أن برينتشاك ومجموعته قد يستهدفون أردوغان من خلال انقلاب جديد.
واستدركت صحيفة أيدينليك قائلة: “وقال جورجان في مقاله بعنوان “صراع القوة يدمر البنية الأمنية لتركيا” إن العدالة والتنمية لا يمتلك فريقاً بيروقراطياً خبيراً يفهم في شؤون الأمن والاستخبارات، رغم توليه الحكم في البلاد منذ 14 عاماً، وأكّد أن المجموعة المسماة بـ”أنصار برينتشاك” تعمل على ملء الفراغ الحاصل في المراكز العليا للأجهزة الاستخباراتية والأمنية وقيادة قوات الدرك ووزارة الدفاع والقوات المسلحة”.
وواصلت الصحيفة: “لقد وصف جورجان حزب الوطن بحزب مخلص للعلمانية، منغلق على الخارج، وقومي متشدد، واشتراكي، ومعاض للولايات المتحدة، وداعم لروسيا، ومعسكر أوراسيا. وأوضح أن حزب الوطن بات أكثر من يثق به أردوغان في الحرب ضد تنظيم العمال الكردستاني الإرهابي وتصفية الكيان الموازي.
وتابعت: “وزعم جورجان القريب من داود أوغلو في مقاله المذكور أن فريق حزب الوطن بدأ يعمل ضد القاعدة المحافظة لحزب العدالة والتنمية الحاكم أيضاً، مدعياً أن برينتشاك هو اليد السرية الكامنة خلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وأنه لعب دوراً محورياً في تمديد حالة الطوارئ”.
وأشارت صحيفة أيدينليك إلى كاتب صحيفة “يني شفق” المعروفة بقربها للحزب الحاكم حسين ليك أوغلو كان أول المحتجين على الحملة المعلنة ضد حزب الوطن، وأضافت: “ففي مقاله الصادر في العاشر من الشهر الجاري بعنوان “الأحبة المفوضون” انتقد ليك أوغلو عدم توجيه دعوة إلى حزب الوطن لحضور لقاء “يني كابي”، مؤكداً أن التحالف الذي تشكل في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2014 خلال انتخابات المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين كان له نصيب كبير في إفشال المحاولة الانقلابية في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي”.
وفي معرض تعليقه على خبر صحيفة أيدينليك، لفت خبراء سياسيون إلى وجود مجموعة مرموقة داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم تشعر بالقلق مِنْ تحالف أردوغان اليوم مع مجموعة برينتشاك وأعضاء شبكة أرجينيكون الذين خططوا سابقاً الانقلاب على حكومة أردوغان، ودخلوا السجن بهذه التهمة. وارتأى الخبراء أن وصف فريق برينتشاك- أرجينكون للمجموعة التي تشعر بالقلق داخل الحزب الحاكم من هذا التحالف بأنهم موالون للولايات المتحدة الأمريكية وسينفذون عملية ضد أردوغان بالنيابة عنها لافت ومثير للجدل.
ويبدو أن الأيام المقبلة قد تشهد اختلافاً في وجهات نظر وصراعات بين أردوغان والدولة العميقة المسماة بشبكة أرجينيكون التي يعد زعيم حزب الوطن دوغو برينتشاك من أحد أقطابها.
https://youtu.be/4vEij6vfF00