طهران (الزمان التركية): قيمت صحيفة” جمهوري إسلامي” الوضع في شمال سوريا بعد دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية، وتغيُّر الموقف الإيراني من تركيا بعد اتِّضاح عدم رغبة تركيا في التعاون مع بشار الأسد.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن الاعتداءات العسكرية التركية في الأراضي التركية أوجدت ردود فعل غير متوقعة، إذ أبلغت وزارة الخارجية السورية الأمم المتحدة باعتراضها على ما يُسَمَّى “عملية درع الفرات” التي تشنّها تركيا في الأراضي السورية.
من ناحية خرى طلب وزير الدفاع الأمريكي من تركيا رسميًّا إنهاء هجومها العسكري على أكراد سوريا، وتركيز هجماتها على تنظيم” داعش”، لكن أردوغان أعلن أن عمليات” درع الفرات” ستستمر في جرابلس وأي مكان آخر حتى ينتهي خطر داعش وحزب العمال الكردستاني و”بي واي دي” (قوات حماية الشعب الكردية السورية).
واضافت الصحيفة أن “هذه التقارير الثلاثة تؤكِّد أن حلفاء الأمس أصبحوا يقفون في صفوف متباعدة، ولربما بعضهم في مواجهة بعض. تركيا بعد حالة انعدام الثقة بالآخرين التي عايشتها بعد الانقلاب العسكري قلقة للغاية من الدعم الأمريكي لأكراد سوريا، وإذا كانت تركيا أدخلت قواتها إلى سوريا تحت دعوى محاربة “داعش”، لكن الهدف الرئيسي لها هو القضاء على القوة العسكرية الكردية التي تَوَلَّت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحتى ألمانيا تسليحها”.
وواصلت: “المعارضة السورية ملأت الفراغ الذي خلَّفَه انسحاب الأكراد دون مواجهات عسكرية تُذكَر، أمام القوات التركية، ومِن ثَمَّ أحبطت كل مخطَّطات الناتو في سوريا التي كانت ترتكز على تعظيم دور الأكراد. بل تَحوَّل الأكراد إلى مجرَّد جسر عبر عليه انتصار القوات التركية والمعارضة السورية في جرابلس ومنبج بعدما خلّصهما الأكراد من يد “داعش”. هذا الهجوم التركي حطَّم الروح المعنوية الكردية، لأنهم بعد تكبُّد خسائر بشرية كبيرة في مواجهة “داعش” عبر فترات زمنية طويلة، خسروا كل ما حقَّقوه، نتيجة للهجوم التركي الخاطف. هذا الوضع جعل مسلَّحي “داعش” يأمنون جبهة الأكراد. وبالفعل تحدث وزير الدفاع الأمريكي عن حدوث تَقَهقُر كبير للأكراد عن مواقعهم التي اكتسبوها خلال الشهور الماضية”.
واستبعدت الصحيفة حدوث تغيُّر في الموقف التركي في أثناء لقاء مسؤولي أنقرة وقادة الناتو.