نيحيريا (الزمان التركية) أعرب منير عثمان الزمفري الأمين العام لجمعية النهضة الإسلامية العالمية، فرع ولاية زمفرا بنيجيريا، أن كل من تصفح جهودات حركة الخدمة ونشاطاتها فضلا عن من يعايشها يجدها حقيقة وليست خيالا، ولا ينكرها إلا الحسود، فالحسود لا نلتفت إليه لأنه سقيم، فالخدمة تعمل من أجل الإنسان أي إنسان كان فهي للإنسانية جمعاء.
وقال الدكتور الزّمفري في حوار أجراه مع جريدة الزمان التركية: ” إن كل من تدبر أيضا في هذه النشاطات وفي سنن بناء الأمة التي جاءت في كتاب ربنا سبحانه وتعالى وفي سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم، وتدبر في سنن بناء هذه الأمة في مراحلها السابقة، وكيف استطاع مجددو هذ الدين الحنيف تحويل ضعفها إلى قوة، وهوانها إلى سيادة وتمكين، وشقاوتها إلى سعادة، فسيجد هذه السنن متكاتفة مع ما عليه حركة الخدمة في هذه الأيام وعلى سبيل المثال: إن هذه الحركة لها نشاطات وبرامج تعليمية وثقافية وغيرها في مائة وسبعين دولة عبر العالم، لأن العلم هو أساس بناء الأمة، كما يكون مفتاح فهم الدين، ومفتاح فهم هذه الدنيا بل وفهم الأخرة. فلذلك اختاره الله سبحانه وتعالى أول ما نزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم”.
وأضاف الزّمفري: أنه استغرب عندما صادف إنجازات حركة الخدمة من الناحية التربوية، واذهلتني عدد المدارس التي أسسها المقتنعون بأفكار الأستاذ فتح الله كولن ( مؤسس هذه الحركة) داخل تركيا وخارجها التي تبلغ حوالي ٣٠٠٠ مدرسة، وعدد الجامعات ٣٠ جامعة، فضلا عن خدمات إغاثية و طبية ومساعدات إنسانية، حقا لقد طبقوا أمر الله سبحانه في هذا: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”( المائدة: ٢).
وأشار الزمفري إلى أن أعمال الخدمة تشير بأنهم يقتدون بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالرسول بعبارة الدكتور محمد عمارة: “هو المتفرد بالرسالة العالمية، وبإقامة الدولة وصنع الحضارة، مع تبليغ الدعوة الدينية. فدينه قد تفرد بتأسيس الدولة، وتوحيد الأمة، وتنظيم الاجتماع، والتحريض على بناء الحضارة.” يا أخي! هل وجدت الفارق بين هذا وذاك؟ ولله در القائل:
عبارتنا شتى فمعناك واحد * وكل إلى ذاك الجمال يشير.
ونحن كنيجيريين شاهدون على ذلك فضلا عن دول أخر، وأخيراً إن هذه الجهودات تثلج صدور المسلمين وتزرع الثقة اليقينية في قلوب الأمة، وأنها مهما تقادم عليها الزمان ستظل خير أمة أخرجت للناس. وللأمة الإسلامية حاجة إلى أمثال الأستاذ فتح الله كولن، لذلك فكل منا يبذل قصارى جهده لبناء أمته، على الموسع قدره وعلى المقتر قدره، مع علمنا أن الأمة لا تبنى بسهولة، فهو أمر صعب يحتاج إلى جهود متضافر، وصبر طويل، وعزم أكيد، فستواجهنا العقبات والموانع والسدود التي تضعها الخصوم، لكن بإخلاص النية والتوكل والمثابرة يتولى الله أمورنا ويأتي يوم بالرغم من كل القوى المعادية، يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.