(الزمان التركية) – يشكل العرب أكثر من سبعة ملايين نسمة من تعداد سكان تركيا البالغ عددهم أكثر من ثمانين مليون نسمة، (بحسب ما ذكرته موسوعة ويكيبيديا) وهذا غير اللاجئين في السنوات الأخيرة .. ويتمركزون في مناطق مختلفة من تركيا وأغلبهم في الأقاليم السورية الشمالية (وخاصة اورفة وماردين وأضنة ومرسين وعثمانية وكلس وعنتاب) ولواء الأسكندرونة (بما فيه أنطاكية) إضافة إلى مناطق أخرى قريبة من الحدود مع العراق وسوريا مثل شرناق وموش وبدليس وباتمان وسعرد وتعد ماردين أكبر وأقدم ساكنة عربية في تركيا ويعود وجود العرب فيها الى فترة ما قبل الاسلام بقليل تمثل بالقبائل العربية الربعية ثم تبعتها قبائل عربية متنوعة دخلت مع دخول الاسلام انضمت الى القبائل التي سبقتها في السكن وكان آخرها قبائل جيس وبني اسد التي وصلت إلى تركيا ابان الحكم العثماني وهي مجموعة من العشائر والقبائل البدوية المتنقلة استقر معظمها في قزلتبا وحران واورفا ونواحيها.
تاريخ الوجود العربي في الجزيرة السورية العليا
وصلت القبائل العربية إلى المنطقة قبل الفتوحات الإسلامية بقليل أي قبل وصول الأكراد من جبال فارس والأتراك من آسيا الوسطى والأناضول إليها. سكن العرب في منطقة جنوب شرق تركيا والتي سميت باسمهم (ديار بكر) (نسبة لقبيلة بكر بن وائل) وتمركزوا في المنطقة الممتدة من حدود ماردين إلى جبل الطور وحتى جزيرة ابن عمر عند مثلث الحدود السورية التركية العراقية الحالية. وتشهد الآثار والأوابد وكثرة التلول الأثرية على وجود حضارات عريقة ازدهرت في تلك الأماكن. وتلاشت بعد حملات المغول والتتار الهمجية وتغيرالكثير من أسماء المدن والمناطق الرافدينية في سوريا وظهرت بالمقابل أسماء تركية جديدة في مطلع القرن العشرين.
ووجد القسم الأكبر من العرب أنفسهم ضمن تركيا بعد أن ضمت مناطقهم التي يسكنون فيها (الأقاليم السورية الشمالية) في إطار معاهدة لوزان التي تمت بينها وبين الحلفاء عام 1922 والتي حلت محل اتفاقية لندن عام 1915 واتفاقية سايكس بيكو 1916 ومعاهدة سيفر عام 1920. تم الأخذ بهذا الاتفاق بين الحلفاء الثلاثة (فرنسا وبريطانيا وإيطاليا).
حدود معاهدة لوزان بين سورية وتركيا
بحسب المعجم الجغرافي يبدأ القسم الأول من حدود معاهدة لوزان عند جنوب باياس حتى محطة الراعي (جوبان بك).
والقسم الثاني يبدأ من محطة الراعي إلى نصيبين، وفي هذا القسم تفصل الجزيرة السورية عن تركيا، واعتمدت سكة حديد قطار الشرق السريع الخط الحدودي الفاصل بين سوريا وتركيا، وهكذا تكون تركيا قد غنمت بهذه الحدود قسما كبيرا من أراضي الجزيرة الفراتية الخصبة.
وأما القسم الثالث فيمتد من نصيبين وجزيرة ابن عمر على نهر دجلة وترك جزيرة ابن عمر ونصيبين داخل الحدود التركية. وبتقسيم الحدود بهذا الشكل انقسمت الكثير من العشائر العربية البدوية والحضرية إلى قسمين: قسم بقي داخل الحدود السورية والقسم الآخر أصبح داخل الحدود التركية. و لقد تعرض عرب تركيا لسياسة الدمج التي اتبعتها الحكومات التركية المتعاقبة ضدهم كفرض الزي التركي عليهم وعلى الاقليات الباقية وبدلت أسماء القرى والبلدات وأسماء العائلات إلى أسماء تركيه ومنعتهم كغيرهم من الاقليات من التكلم بغير اللغة التركية، ومع هذا فما زال معظمهم يتكلم اللغة العربية وان كان قد دخلها الكثير من الالفاظ التركية
وأخذت أعداد هؤلاء العرب تتناقص بسبب النزوح الجماعي الذي تم بعد أحداث سفر برلك وثورة الشيخ سعيد بيران إلى كل من سوريا والعراق ومن ثم إلى لبنان وتبعتها بعد ذلك هجرة حديثة إلى أوروبا والغرب.
و يدين معظم هؤلاء العرب بالإسلام فينتمي أهل ماردين وطور عبدين إلى المذهب السني ومعظم أهل لواء اسكندرون إلى المذهب العلوي باستثناء العرب السنة الذين نزحوا إلى هذا الإقليم من منطقة المحلمية في بداية القرن المنصرم. وأما البعض الآخر منهم فيدينون بالمسيحية ويعرفون بالسريان العرب أي العرب الذين كانوا قد انضموا إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وبقوا على نصرانيتهم وينتشرون في أورفة وماردين ونواحيها كالأقصورانية والقلعة مراوية وغيرهم.