أبوجا (الزمان التركية): منذ أحداث الانقلاب الفاشل في تركيا في منتصف يوليو (تموز) الماضي واتهام الرئيس رجب طيب أردوغان لحركة الخدمة بأنها من تقف وراء هذا الانقلاب، أخذ كثير من العلماء في مختلف بقاع العالم الإسلامي زمام الأمر لتوضيح حقيقة ما حدث في تركيا وكشف حقيقة أنه مجرد افتراءات بدون دليل تقذف بها حركة الخدمة ووسيلة للقضاء عليها.
وفي تصريح لجريدة” الزمان التركية” قال الأستاذ الدكتور على الأحمر عميد كلية الآداب السابق بجامعة القلم في ولاية كاتسينا والأستاذ المشارك بجامعة ميدغري بولاية بورنو نيجيريا: “إن أردوغان الذي يعتبر نفسه خليفة المسلمين يمارس الظلم في بلده، وليس هذا فقط بل ويحرض الطغاة ضد إخوانه المسلمين ويتعاون مع الإرهابيين لقتل المستضعفين، ثم ينصب نفسه خليفة للمسلمين فمن يأمن له على رقاب جميع المسلمين إن نال الخلافة؟”.
وفي رده على ما تم تداوله بخصوص اعداد مؤسسة الشؤون الدينية التركية تقريرا تتهم فيه الخدمة بأنها ليست من أهل السنة والجماعة وأنها من الفرق الضالة قال الأحمر: ” عملا بقاعدة أدب الحوار، إن كنت ناقلا فالصحة أو مدعيا فالدليل، ونحن بوصفنا أكاديميين يهمنا هذا الخطاب لأنه موجه إلينا أولا، لذا يجب أن نهب لوضع النقاط على حروفها، وتبيان الحق لمن يريد الحق وأهل الحق أينما كانوا، فالمحققون من علماء الأمة الإسلامية الذين طالعوا كتب الداعية التركي فتح الله كولن يعلمون جيداً مدى تمسكه بمعايير الكتاب والسنة من خلال مؤلفاته ومقالاته التي ينشرها في وسائل مختلفة، لكن قد ينجرف البعض المفتقرين إلى النظرة الكلية الشاملة وراء هؤلاء الذين سيتوجهون حتميا لاقتطاع واجتزاء أقواله وإخراجها من سياقها وإفراغها في صياغة جديدة بحيث تخدم هذا الهدف البغيض”.
وتابع: “فمثل هذه الدعاوى التي تخرج بين الحين والآخر تكشف لنا عن مدى الحاجة إلى المحققين والمدققين من الباحثين والعلماء ليرسموا الصورة الحقيقية للخدمة وللأستاذ فتح الله كولن، لدفع وردع هذه المؤامرة والفتنة الجديدة”.
أما عما ورد في التقرير من قذف الخدمة بأنها من الفرق الضالة، يقول الأحمر: “الفرق الضالة ليست بدعا في تاريخ الإسلام، ولم يهملها علماء المسلمين لتصبح مجهولة لدى العامة والخاصة، بعد أن أوضحوا معالمها وعقائدها وأعلامها ورموزها، فمنذ المعتزلة التي تعد أول فرقة ظهرت في وجه مدرسة السنة، والمرجئة والقدرية والجهمية، مرورا بالبابية والبهائية والأحمدية، لم يغفل العلماء متابعة هذه الفرق من أجل كشف عوارها وضررها على البلاد والعباد، وتاريخ تركيا القديم والمعاصر ليس بخاف على أحد”.
وأضاف: “ورمي حركة الخدمة بأنّها من الفرق الضالة، أمر فيه من التجني والجهل العلمي، لأن قيمة العمل الحضاري والديني الذي قدمته حركة الخدمة ومؤسسها في الواقع التركي الحديث والمعاصر، وانتشاله من أودية التردي الأخلاقي والانحلال الاجتماعي الذي خلفته علمانية كمال أتاتورك‘ وأورثته بإقامة شعائر الدين في الالتزام بالصلوات الخمس، والبعد عن مادية الإلحاد‘ وبناء صرح الروح بالتربية الإيمانية، والزهد عن الدنيا وملذاتها‘ هذا هو مشروع الخدمة الذي عايشناه وعايشنا من خلاله مؤسس الحركة وتلامذته أينما حلوا ونزلوا‘ ولقد التقيناهم في جميع ولايات نيجيريا، والتقيتهم في غانا والنيجر والكاميرون، فلم يزيدوا على ما قلت قيد أنملة”.
وواصل:” كما أحب أن أنوه إلى أنّنا اليوم في أمس الحاجة من أي وقت مضى أن نعلم أنّ النظرة الوسطية للإسلام محاربة من قبل أعداء الإسلام، فهم يريدوننا أن نكون إما إرهابيين متعطشين للدماء نقتل بعضنا ونشوه صورة ديننا في نظر الآخر، أو أن نكون متسيبين عن ديننا نحمل اسم المسلمين بلا إسلام، ممثلا في العلمانيين والماديين الملحدين يمينيين أو يساريين، بالتعبير المعاصر، أما إذا كنا مستقيمين على جادة الحق كالذي عليه الخدمة وأهلها فحتما سنحارب من قبل المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء، إﻻ أن عزاءنا في هذا المصاب كله هو أننا ندين لله بما نعتفد أنه صواب، ولا ندين له بما يفرض علينا من قبل الشرق والغرب، وما توفيقنا إﻻ بالله عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكلون”.
يذكر أن الحكومة التركية اعتلقت مجموعة من الطلاب النيجيرين الدارسين في تركيا، وذلك بعد أن رفضت الحكومة النيجرية غلق مؤسسات الخدمة المتواجدة هناك حيث أعتبرت نيجيريا أن هذا تدخلا في شؤونها الداخلية، واعتبرت الحكومة النيجرية أن ما قامت به الحكومة التركية من اعتقال الطلاب الموجدين هناك أمر انتقامي، وطالبت الحكومة التركية بالافراج الفوري عن هؤلاء الطلاب.
https://youtu.be/uVq4aFYjHwM