لندن (الزمان التركية)- اهتمت الصحف البريطانية الصادة اليوم الاثنين بالعديد من الموضوعات ومنها “أزمة الهوية التي يعاني منها الأتراك” والتساؤلات التي تقض مضاجعهم التي تتمحور حول إن كانوا أقرب إلى الشرق أم إلى الغرب ، وقراءة في رحيل الرئيس الإيراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني فضلاً عن خطة الرئيس الأمريكي الجديد لإبرام صفقة مع نظيره الروسي بشأن سوريا.
ونقدم فيما يلي مطالعة في صحيفة “الفايننشال تايمز” والتي أوردت مقالاً للروائية التركية الشهيرة إليف شفيق تتناول فيه أزمة الهوية لدى تركيا التي تعتبر معضلة لا حل لها.
وقالت إليف شفق: “نحن الأتراك لا نعرف من نحن، أننتمي إلى الغرب أم إلى الشرق؟..الشعب التركي لطالما تخبط بمشكلة الانتماء”.
وأوضحت أنه منذ “الأيام الأخيرة للإمبراطورية العثمانية إلى يومنا هذا، يمكن قراءة التاريخ السياسي التركي بأنه صراع لا نهاية له بين معسكرين اثنين: الانعزالي والتقدمي”.
وأردفت أن “الانعزاليين اليوم يتحكمون بكل ما يتعلق بالحياة اليومية في تركيا من السياسة مروراً بالتعليم ووصولا إلى الإعلام وأنهم يروجون لجواب لأزمة الهوية في البلاد، مفاده أن “تركيا تنتمي إلى الشرق”.
وأشارت الكاتبة إليف شفق إلى أن علاقة تركيا المتردية مع أوروبا لا تساعد كثيراً في هذا المجال، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني، حض البرلمان الأوروبي الحكومات الأوروبية على تجميد محادثات انضمام تركيا لدول الاتحاد الأوروبي، أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هدد بإلغاء الاتفاق الأوروبي المبرم مع تركيا بخصوص اللاجئين وقال لهم “إن صعدتم الموقف أكثر، فإننا سنفتح الحدود للمهاجرين الراغبين بالوصول لأوروبا” .
وتابعت إليف شفق أن ” التقدميين في تركيا يراقبون الأوضاع بقلق عارم وأن المشكلة تكمن بأن البرلمان الأوروبي لا يفرق بين الحكومة والشعب في تركيا”.
وأوضحت إليف شفق أن “تركيا تعتبر دولة معقدة، وبالتأكيد أكبر بكثير من ارد وغان ومؤيديه”، مشيرة إلى أن “الإخفاق في التفريق الأوروبي بين حكومة تركيا وشعبها يعتبر أمراً خطيراً”.
وقالت إن ” الدفع بتركيا بعيداً عن أوروبا يصب في مصلحة الانعزاليين”.
وختمت إليف شفق بالقول إن “وسائل الإعلام في تركيا- التي تعتبر مؤيدة للنظام الحاكم- تروج لمشروع أردوغان بأن تركيا قد تنضم إلى منظمة شنغهاي للتعاون وهي عبارة عن منظمة اقتصادية – أمنية، تضم روسيا والصين وكازاخستان وأوزباكستان وطاجيكستان وقرغيزستان”.
وكتبت صحيفة ديلي تلجراف تحليلاً بعنوان “موت رفسنجاني يعتبر ضربة موجعة للإصلاحيين في البلاد”.
قالت فيه إن “رحيل الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني يشكل ضربة موجعة للمعتدلين والإصلاحيين في البلاد، لأنهم برحيله خسروا أكبر المؤيدين والمؤثرين في المؤسسة الإسلامية”.
وأضاف “رفسنجاني اكتسب سمعة خلال حياته امتزجت بالخبث والمكر في السياسة وعالم الاقتصاد، مما أكسبه العديد من الألقاب ومنها الملك العظيم”.
وتابعت الصحيفة أن “رفسنجاني كان له تأثير خلال حياته إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة، في الحياة السياسية، فقد كان قائداً ثابت الخطى بعد الثورة ضد الشاه المدعوم من الولايات المتحدة”.
وأشارت إلى أن “نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية المفاجئة في عام 2013 والتي جلبت صديقه الروحي حسن روحاني إلى سدة الرئاسة ، أعطت رفسنجاني دوراً في الجهود الاعتدالية التي دعمت جهود روحاني نحو المحادثات النووية المباشرة مع واشنطن”.
وختمت الديلي تلجراف بالقول إن “روحاني يواجه اليوم انتخابات رئاسية حاسمة في أيار / مايو والتي ستكون بمثابة استفتاء على الاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى”.
بوتين وسوريا
وجاءت افتتاحية صحيفة التايمز بعنوان” صفقة كبيرة ساذجة”. وقالت الصحيفة إنه ” يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يعتقد أنه بامكانه إبرام صفقة مع بوتين بشأن سوريا”.
وأضافت الصحيفة أن “هذا الأمر سيعتبر بمثابة مكافأة لمغامرات روسيا العسكرية في أوكرانيا وغيرها من الدول”.
وتابعت الصحيفة أن حاملة الطائرات الروسية الوحيدة “أميرال كوزنتيسوف” تتجه للعودة لروسيا بعد انتهاء مهمتها في سوريا”، مضيفة أن “التوقيت يتزامن مع حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب”.
وأشارت الصحيفة إلى أن ” الأمر يعتبر إشارة معينةـ توحي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لإبرام صفقة مع الولايات المتحدة”.
ولمحت الصحيفة إلى أنه ” بانتهاء مهمة حاملة الطائرات الروسية في سوريا، يكون الكرملين قد أعطى ضمانات منقطعة النظير لحكم الرئيس السوري بشار الأسد، لم يحصل عليها منذ عام 2011″.
نقلا عن موقع ” بي بي سي”