باريس (الزمان التركية) – يعقد في باريس اليوم الأحد مؤتمر من أجل إحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وذلك قبل أن يستلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وإدارته مقاليد السلطة في واشنطن في 20 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وسيؤكد أكثر من سبعين بلدا ومنظمة وهيئة دولية (الأمم المتحدة والجامعة العربية واللجنة الرباعية…)، لكن بدون الأطراف المعنية، من جديد رسميا أن حل الدولتين، إسرائيلية وفلسطينية، هو الطريق الوحيد الممكن لتسوية واحد من أقدم النزاعات في العالم.
وسيشارك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المؤتمر، كما أعلنت وزارته في وقت سابق.
وكيري كان حتى الأمس القريب مناهضا لهذا المؤتمر. لكن الوزير الأمريكي الذي فشلت وساطته في 2014 في إجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، انتقد في الأسابيع الأخيرة بشدة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرا إياه “عقبة” أمام السلام.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي أنه في آخر رحلة خارجية له على الإطلاق على رأس الدبلوماسية الأمريكية يتوجه كيري إلى باريس “للمشاركة في مؤتمر حول السلام في الشرق الأوسط ينظمه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند”.
وفي 23 كانون الأول/ديسمبر الماضي أصدر مجلس الأمن الدولي للمرة الأولى منذ 1979 قرارا يدين بناء المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد أن امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.
ويندرج المؤتمر الذي اعتبرته إسرائيل “خدعة”، في إطار مبادرة فرنسية أطلقت قبل عام لتعبئة الأسرة الدولية من جديد وحث الإسرائيليين والفلسطينيين على استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنتين.
ويرتدي هذا الاجتماع طابعا رمزيا مع تراجع آفاق حل الدولتين بسبب الوضع على الأرض الذي يشهد استمرارا للاستيطان الإسرائيلي وهجمات فلسطينية وتشدد في الخطاب وتزايد الشعور بالإحباط.
كما يعقد قبل خمسة أيام من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب مهامه وسط شعور بالقلق لدى عدد من الأطراف المعنية بالنزاع، بسبب صعوبة التكهن بنواياه.
والولايات المتحدة هي حليفة ثابتة لإسرائيل. لكن ترامب تميز باتخاذ قرارات منحازة جدا للدولة العبرية خصوصا بشأن القدس. فقد وعد خلال حملته بالاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها من تل أبيب.
ويشكل ذلك خطا أحمر لدى الفلسطينيين الذي يهددون بالتراجع عن اعترافهم بإسرائيل في حال حدث ذلك.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة مع صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية السبت إن “هذه الخطوة لن تؤدي إلى حرمان الولايات المتحدة من أي شرعية للعب دور في النزاع فحسب، بل سيقضي على حل الدولتين أيضا”.
وأكد عباس السبت في الفاتيكان أن “كل محاولة لإضفاء طابع شرعي على ضم إسرائيل غير المشروع للمدينة (القدس) سيقضي على آفاق عملية سياسية، وسيبدد الآمال بحل يرتكز على أساس دولتين وسيشجع التطرف في منطقتنا والعالم”.