أنقرة (الزمان التركية) – في ظل حظر النشر الذي فرضته الحكومة التركية على التحقيقات في قضية الهجوم على الملهي الليلي في إسطنبول تواصل قنوات التليفزيون التركية تجاوز حظر النشر في هذه القضية والقيام بالدور المعهود وهو تضليل الرأي العام ونشر الأخبار الكاذبة واتهام الناس من غير دليل.
فقد بثت القنوات التركية مقطعا لمسلسل تركي درامي والذي كان يذاع على قناة سمانيولو التركية التابعة للخدمة قبل مصادرتها من قبل الحكومة، يلبس فيه رجلا زي سانتا كلوز ويقوم في أحداث المسلسل بعمل إرهابي في ليلة رأس السنة، وقد بادرت القنوات التركية باتهام الخدمة بأنها من تقف خلف هذا الحادثة، وجعلت دليلها مثل هذا المشهد من المسلسل.
يأتي ذلك في الوقت الذي نفى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم مثل هذه الادعاءات التي تزعم أن المسلح الذي قتل 39 شخصا داخل ملهى رينا الليلي في اسطنبول خلال احتفالات العام الجديد كان يرتدي ملابس سانتا كلوز، وقال يلدريم للصحفيين: “لا حقيقة في ذلك، إنه إرهابي مسلح لأننا نعرفه، وقد أعلنت “رويترز” تبني داعش لهذا الهجوم.
وهذه الحادثة تبين مدى ضحالة العقلية التي تدير هذه القنوات، وبعدها عن المهنية التي تقتضي الانتظار حتى انتهاء التحقيقات وخروج النتيجة.
ولكن إذا كان رب البيت بالدف ضارب…..، فلقد خرج علينا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كل حادثة واتهم الخدمة بأنها من تقف خلفها من غير أي دليل أو حتى انتظار تحقيق، فبدءا بأحداث الفساد والرشوة مرورا بالانقلاب الفاشل، إلى اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة، كل هذه الأحداث اتهم فيها أردوغان الخدمة من غير دليل يذكر أو تحقيق نزيه.
ولا يستغرب القارئ مثل هذا الأمر فلقد صرح الإعلامي المقرب من العدالة والتنمية محمد زاهد جول قبل ذلك في ندوة في المغرب بأن الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية يسيطران على 75% من الإعلام المقروء والمرئي والمسموع في تركيا، وأكد حرص الحكومة التركية غلق كل القنوات المعارضة والتي تنتقد الحكومة بدعوى أنها تحرض على الإرهاب.
وفي ظل مثل هذا التضارب في الأقوال بين المسؤولين الأتراك والإعلام التابع له يقف القارئ العربي حائرا بينهم من يصدق منهم؟
تقرير: علي عبد الله التركي