إسطنبول (الزمان التركية) – بعد مرور سنة على انقلاب 15يوليو/ تموز الفاشل في تركيا نسعى معك عزيزي القارئ إلى فهم أسرار وحقائق وخفايا أهداف هذا الانقلاب، وتأثيره على تركيا والمنطقة، وكيف صمم هذا الانقلاب ليفشل، ولماذا تم وضع اسم فتح الله كولن الرجل السبعيني الذي يعيش خارج تركيا من عشرات السنين ومن يستلهمون أفكاره، ومؤسساتهم التعليمية والصحية والاقتصادية والإغاثية وشيطنتهم في يوم وليلة في عيون الشعب التركي على رأس قائمة المتهمين بتدبير هذا الانقلاب، وقيام السلطات التركية بشن حملة عقاب جماعي ممنهجة تلاحقهم داخل تركيا وخارجها، دون أي اعتبار للقانون والقيم الأخلاقية والإنسانية، وما مستقبل تركيا أردوغان في ضوء هذه الأفعال الخرقاء التي لاتخدم سوى أعداء تركيا والمنطقة.
(1) سيناريو الانقلاب يفضح حقيقته وأهدافه ومدبريه
حاولت مجموعة من الضباط والجنود الأتراك تنفيذ انقلاب في يوم الجمعة الخامس عشر من يوليو/تموز 2016، وانصب تركيزهم على أنقرة وإسطنبول، حيث سيطروا على بعض المرافق المهمة في المدينتين مثل رؤس الكباري في مدينة إسطنبول والمطارات الموجودة بهما، بالإضافة إلى مبنى البرلمان التركي وبعض أقسام الشرطة.
وكانت تلك المحاولة إما مخطط لها بشكل غير دقيق ولم تُنفذ بشكل جيد، أو كانت خطة على قاعدة واسعة تخلت فيها بعض المجموعات العسكرية عن الأخرى، مما جعل تصرفات الأخيرة ناقصة وغير فعالة. وعلى الرُغم من ادعاءات الحكومة التركية بتورط مجموعة صغيرة متطرفة من بعض أفراد الجيش التركي في تدبير تلك المحاولة الانقلابية، إلا أنه قد تم إلقاء القبض على أكثر من ثُلث قادة الجيش وآلاف الجنود.
ووفقا للمصادر الرسمية للحكومة التركية فقد تم مقتل 5 جنود و62 ضابط شرطة، و173 مدنياً بالإضافة إلى 1500 جريح.
وذكرت منظمة العفو الدولية في تقرير لها بشأن الأوضاع في تركيا مقتل 208 شخصاً على الأقل، بالإضافة إلى أكثر من 1400 مصاب. حيث قالت السلطات التركية “إن من بين هؤلاء القتلى 24 شخصا ممن يصفون بمدبري الانقلاب”. والبعض منهم قد قتل من غير أي محاكمة وأثناء تسليم أنفسهم.
لقد وضعت الحكومة التركية مسؤولية الانقلاب على عاتق كبش الفداء المعتاد “فتح الله كولن”؛ رجل الدين المتقاعد الذي يعيش في عزلة في مركز في سايلورسبيرج بمدينة بنسلفانيا منذ عام 1999، كما ادعى بعض وزراء الحكومة دعم الإدارة الأمريكية لمحاولة الانقلاب الفاشلة للإطاحة بأردوغان وذلك من خلال حركة كولن.
وفي نفس توقيت الانقلاب كان الدكتور “هنري بيكري” الدكتور بمعهد ويلسون متواجداً في مدينة إسطنبول لحضور ورشة عمل، وادعت الحكومة التركية أنه رجل المخابرات الأمريكية الذي أتى لمراقبة الانقلاب، كما وجهت الصحف الموالية للرئيس أردوغان تهمة تنظيم الانقلاب للجنرال “جون قان فيل”، قائد قوات دعم الأمن الدولية الأمريكية السابق.
وقد ظهرت البوادر العامة للمحاولة الانقلابية في حوالي الساعة الثامنة مساءً، عندما بدأت وحدات من الجيش التركي تحويل حركة المرور من على جسر “البوسفور” في إسطنبول، وفي حوالي الساعة العاشرة تم إغلاق حركة المرور على الجسر وفتح اتجاه واحد من أجل عبور السيارات، في حركة غير مسبوقة وغير مُفسرة من قبل مدبري الانقلاب، مما سببت هذه الحادثة ردة فعل عنيفة من قبل الشعب التركي.
وقد كانت الإجراءات المـُتخذة مناقضة تماما للانقلابات السابقة، ففي الانقلابات السابقة أعوام 1960، 1971، و1980، تم أولاً التحفظ على القادة السياسيين، ثم محطات الإذاعة والتلفاز، وكانت الانقلابات تُنفذ بينما معظم الناس نائمين، كما كان مدبرو الانقلاب يضعون في الإعتبار تجنب وقوع ضحايا كثر من المدنيين.
أما أثناء محاولة الخامس عشر من يوليو/تموز، لم يتم التحفظ على أردوغان أو رئيس الوزراء “يلدريم”، وتُرِكت محطات الإذاعة والتلفاز الموالية لإردوغات تعمل بحرية، وكان وقت الانقلاب أثناء ساعة الذروة وفي وقت استيقاظ معظم الناس،كما أن تفجير مبنى البرلمان وقتل المدنيين، أشياء كلها عملت على تهييج مشاعر الناس وخلقت ردة فعل قوية من الشعب التركي، مما أدت في النهاية لفشل هذا الانقلاب.
لمزيد من التفاصيل اضغطوا الرابط