القاهرة (الزمان التركية) – عندما دب الضعف في أوصال الدولة الإسلامية في الأندلس أخذ القشتاليون يتربصون بها ويتحينون الفرصة للانقضاض على ما تبقى من دولة الأندلس فسقطت ولايات الأندلس الشرقية والوسطى وقرطبة وإشبيلية وغيرها في قبضتهم..
لم يبق سوى بضع ولايات صغيرة جنوبا، أهمها غرناطة التي قدر لها أن تحمل راية الإسلام لأكثر من قرنين، حتى انقض عليها الملكان فرديناند الخامس وإيزابيلا وحاصراها في ٣٠ أبريل ١٤٩١ وأتلفا زروعها وقطعا وسائل الاتصال بها، وحالا دون أي مدد لها.
وعاش أهالي غرناطة معاناة قاسية خلال فترة الحصار وانقطع الأمل في نجدتهم، وتداعت أصوات بعض القادة بضرورة التسليم حفاظا على الأرواح، وكان أبو عبد الله محمد ملك غرناطة وبعض وزرائه يتزعمون هذه الدعوة، وضاع كل صوت يستصرخ البطولة والتضحية.
أختير الوزير أبى القاسم عبد الملك للتفاوض مع الملكين وانتهى التفاوض بمعاهدة للتسليم وافق عليها الملكان في ٢٥ نوفمبر ١٤٩١، وعلى هامش التفاوض عُقدت معاهدة سرية مُنح فيها أبوعبد الله وأسرته ووزراؤه منحاً خاصة وتسربت أنباء المعاهدة السرية وعمت بين الناس الدعوة إلى الدفاع عن المدينة، وخشى الملك أبوعبدالله محمد الصغير إفلات الأمر من يديه فاتفق مع ملك قشتالة على تسليم غرناطة قبل الموعد المقرر تحديدا.
وفي مثل هذا اليوم، في ٢ يناير١٤٩٢ إلى فرديناند الخامس وإيزابيلا، ودخل القشتاليون قصر الحمراء، ورفعوا فوق برجه الأعلى الصليب الفضى الكبير الذي كان يحمله الملك فرديناند، وأعلن المنادى من فوق البرج أنّ غرناطة صارت للقشتاليين لتطوى آخر صفحة من تاريخ دولة المسلمين في الأندلس.
نقلا عن : المصري اليوم