ليبرفيل (الزمان التركية) – فاز المنتخب الكاميروني مساء الأحد على نظيره المصري 2-1 في نهائي كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2017 لينتزع اللقب القاري للمرة الخامسة في تاريخه.
وسجل محمد النني هدف “الفراعنة” في الدقيقة 22، فيما سجل للكاميرون نيكولا نكولو في الدقيقة 60 وفانسان أبوبكر في الدقيقة 89.
وكذبت “أسود” الكاميرون التوقعات في ربع النهائي عندما فازت على السنغال بركلات الترجيح، ثم في نصف النهائي إثر تغلبها على غانا 2-صفر، وها هي تقلب تخلفها في الدور النهائي أمام المنتخب المصري لتفوز في النهائية 2-1 وتحرز لقبها الخامس في
وسجل لاعب أرسنال محمد النني لمصر في الدقيقة 20 عندما اخترق دفاع “الأسود” ليسدد بقوة ويسكن الكرة في مرمى الحارس الشاب فبريس أوندوا، ومصر متقدمة بهدف لصفر بعد مرور 22 دقيقة. ولكن الكاميرون أدركت التعادل في الدقيقة 60 برأسية المدافع نيكولا نكولو، ثم قلبت تخلفها في الدقيقة 89 عن طريق فاسان أبوبكار بتسديدة قوية بالزاوية اليمنى لمرمى عصام الحضري.
وكانت الكاميرون فازت بالكأس في سنوات 1984 (بساحل العاج) و1988 (بالمغرب) و2000 (في نيجيريا) و2002 (في مالي). وخسرت مرتين أمام “الفراعنة” بالدور النهائي، في 1986 و2008 بأكرا.
وحقق المنتخب الكاميروني إنجازا كبيرا لم يكن متوقعا قبل انطلاق المباراة ولا البطولة القارية، بحيث أنه حضر إلى الغابون محروما من خدمات سبعة لاعبين بارزين بينهم مدافع ليفربول جويل ماتيب، كلهم رفضوا خوض المنافسة وفضلوا البقاء في أنديتهم لأجل الحفاظ على مكانهم كما زعموا.
وتفجرت أزمة مكافآت داخل المنتخب كادت تقود اللاعبين والطاقم للإضراب، فضلا عن الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها المدرب البلجيكي هوغو بروس إثر إعلانه قائمة اللاعبين 23 المشاركين في كأس الأمم الأفريقية 2017.
وفي الأخير، تجاوز زملاء نيكولا نكولو كل هذه العقبات، وركزوا على المستطيل الأخضر لينالوا جائزة الأبطال على “ملعب الصداقة” في ليبروفيل وأمام فريق راج اسمه في أفريقيا منذ أن خلقت البطولة.
وقد اعتمد المنتخب المصري على خلاف العادة خطة هجومية واضحة رحب بها المتتبعون كما عشاق الكرة، بحيث أشرك المدرب الأرجنتيني هكتور كوبر أربعة لاعبين يتمتعون بنزعة هجومية قوية وهم محمد صلاح وعمرو وردة وحسن “تريزيغيه” والعائد محمد النني، الغائب عن مواجهتي ربع النهائي أمام المغرب ونصف النهائي أمام بوركينا فاسو.
وأعلن “الفراعنة” نيتهم في الهجوم منذ الدقيقة الثالثة عندما قاد عبد الله السعيد أول فرصة خطرة ليسدد بين أحضان الحارس فبريس أوندوا. واستمروا في السيطرة والتحكم في الكرة بشكل صارخ لغاية تسجيل الهدف الأول عن طريق النني، لتتضح الرؤية أكثر فأكثر ويتعزز الرأي العام بارتداء مصر ثوب البطل.
ونجحت خطة كوبر بحيث أن هدف النني أربك اللاعبين الكاميرونيين، المفتقدين للخبرة، فرموا بثقلهم في الهجوم بطريقة فوضوية، ما خلق ثغرات في دفاعهم ومجالا أمام صلاح والنني وعمرو وردة كان لا بد من استغلالها وتعميق الجراح.
فاقترب محمد صلاح من إحراز الهدف الثاني في الدقيقة 45 عندما قاد هجمة سريعة وتوغل في منطقة جزاء الكاميرون قبل أن يتدخل الحارس أوندوا ويخطف الكرة من مهاجم روما.
وفي الشوط الثاني، أقحم هوغو بروس مهاجم بشكتاش التركي فانسان أبو بكر في مكان روبرت نديب تامبي بدلا من الكاميرون، وصار “الأسود” يلعبون بأربعة لاعبين في الهجوم سعيا لإدراك التعادل، إلا أن اختراق دفاع مصر أمر صعب للغاية بسبب تركيز أحمد المحمدي وأحمد فتحي وعلي جبر وأحمد حجازي أمام الحارس عصام الحضري.
ولكن جهود الكاميرون وعزيمتهم القوية أعطت ثمارها في الدقيقة 60 عندما حطت تمريرة القائد بنجمان موكانجو على رأس المدافع نيكولا نكولو الذي أسكنها شباك الحضري. واستمرت جهود “الأسود” المعززين بإيمانهم بالفوز لغاية الدقيقة 88 ليتألق أبو بكر ويرفع الكرة فوق رأس علي جبر ثم يسدد في المرمى ليحرز هدف الفوز والإنجاز.
وكما تعهد اللاعبون الكاميرونيون خلال دزر المجموعات 31، تمكنوا من طي صفحة الخلافات والنزاعات الداخلية التي أنهكت المنتخب ليكتبوا صفحة جديدة في تاريخهم، ويستعدوا بالطريقة المثلى لنسخة 2019 التي تستضيفها بلادهم.
المصدر: أ ف ب
كأس الأمم الأفريقية، مصر، الكاميرون ، بطولة