واشنطن (الزمان التركية) تساءل الكاتب ويليام بولتش في مقالة نشرتها مجلة “ذا ناشيونال إنترست” الأمريكية إذا كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتجه إلى تأسيس “سلطنة ثانية”، مؤكدا أن سريان مفعول التعديل الدستوري، الذي سيحول الرئاسة التركية إلى تنفيذية إذا ما أقر، سيوسع نطاق صلاحياته، وسيؤثر في مستقبل مؤسسات الدولة الديمقراطية.
وشدد الكاتب – في مقاله – على أن قيود النظام الرئاسي المطبقة حاليا لم تقف في وجه أردوغان، نظرا إلى أنه يرأس حزب “العدالة والتنمية” الذي يحظى بأغلبية في البرلمان، لافتا إلى أن تحويل السلطة الرئاسية إلى تنفيذية سيتيح له البقاء في الحكم حتى عام 2029 وسيمكنه من إدارة البلاد بموجب المراسيم، ومرجحا أن تشهد البلاد عمليات تطهير جديدة.
وبناء عليه، قدر الكاتب أن تثار متاعب جديدة في تركيا، كاشفا أن تسريبات الاستخبارات الأوروبية تؤكد ما شك به كثيرون مطولا، وهو أن أردوغان خطط لـ”تطهير” الجيش قبل الانقلاب الفاشل، وأن محاولة الإطاحة به جاءت لتستبق مخططه هذا.
في هذا الإطار، رجح الكاتب أن يواصل أردوغان عمليات التطهير إذا ما تعزز نفوذه بعد الاستفتاء الشعبي المزمع إجراؤه في 16 نيسان، ما من شأنه أن يدفع بمعارضيه إلى محاولة الانقلاب مجددا خوفا على سلامتهم؛ علما أن جنرالا متقاعدا الذي كان قد توقع انقلاب تموز حذر في تشرين الأول الفائت من أنه يتم التحضير لانقلاب ثان.
وفيما اعتبر الكاتب أنّ موقف أردوغان “الإسلامي”، الذي شكل الدافع الرئيسي للانقلاب، بات أكثر تصلبا، تخوف من أن يؤدي التوتر الذي يزداد بين الرئيس التركي والجيش بعد اعتقال عدد كبير من رجالاته وتردي الوضع الأمني من جهة، وإقرار التعديل الدستوري من جهة ثانية إلى انقلاب جديد.
وعلى الرغم من أن الإحصاءات تبشر بفوز أردوغان في الاستفتاء، توقع الكاتب أن تقف الأوضاع الاقتصادية المتردية في وجهه، وأن يعمد إلى تطبيق سياسة خارجية أكثر تشددا وإلى التأكيد على مواقفه “الإسلامية” قبل نيسان، خوفا من تراجع شعبيته.
الكاتب الذي حذر من تداعيات مواقف أروغان الدفاعية عن أبناء الطائفة السنية في استقرار المنطقة، أكد أنه سيلجأ إلى تصوير نفسه وكأنه “زعيما” فيها، وحذر من أن تقلق مواقفه الحازمة جيران تركيا، الذين لم ينسوا أيام السلطنة العثمانية.
أما إذا فشل أردوغان في هذا الاستفتاء، فرأى الكاتب أنه قد يلجأ إلى سياسة أكثر تقلبا من شأنها أن تشمل تضييقا أكبر على خناق معارضيه.
في الختام، تحدث الكاتب عن إمكانية أردوغان التراجع عن مواقفه إذا جاءت نتيجة الاستفتاء لصالحه، خالصا إلى أنه في هذه الحال سيكون الأوان قد فات.