أنقرة (الزمان التركية): تناول الكاتب الصحفي التركي الشهير فهمي كورو الذي كان يكتب في صحيفة “خبر تورك” المقربة للرئيس رجب طيب أردوغان حتى وقت قريب وضع الصحافة في تركيا في مقال له اليوم الاثنين مشيراً إلى أن الصحف في تركيا لم تعد تنشر أخبارًا بل أصبحت تنقل فقط تصريحات مسؤولي الحكومة في السياسة الداخلية والخارجية.
وأضاف كورو أن وسائل الإعلام التركية تخصص مساحة كبيرة لتصريحات مسؤولي الحكومة في الوقت الذي تشهد فيه البلاد هجمات انتحارية، مؤكدًا أن وسائل الإعلام لا تهدف لكشف خلفية الأحداث، مستدلاً على هذا بأن الصحف التركية لم تتناول أبداً أسباب استقالة وزير الداخلية أفكان آلا الذي شغل منصب المحافظ، ثم مستشار رئيس الوزراء، وأخيرا وزير الداخلية، وأن الصحافة اكتفت بإرجاع الأمر إلى تغييرات يجريها الرئيس أردوغان ومسؤولو الحكومة وضعف أدائه.
كما ذكر كورو أن تركيا تشن حرباً في سوريا وأن الجنود الأتراك ودبابات الجيش التركي تعمل على جبهتين مختلفتين كقوات داعمة لعناصر الجيش السوري الحر، وأن هذه هى المرة الأولى التي ترسل فيها تركيا جنودًا إلى دولة من دول الجوار بعدما فعلت في شبه جزيرة قبرص، موضحا أن الخبراء على شاشات التليفزيون يدلون بتصريحات لا طائل لها، دون أن يتحدث أحد عن كيفية تخطيط هذه العملية العسكرية وموعد اتخاذ هذا القرار ومن الذين عارضوه وما الحجج المقنعة في حال اتخاذ هذا القرار دون معارضة، لافتًا إلى أن مهمة الصحافة هى الكشف عن الحقائق والحصول على إجابات على كل هذه التساؤلات.
وقال كورو: “في الماضي كانت الصحف تكلّف أكثر النابهين الألمعيين من مراسليها بمهمة ملاحقة الشخصيات والعثور عليهم لانتزاع تصريحات منهم حول القضايا، وكان الأمر يفضي إلى نتائج غالباً. فقد كان الصحفي المكلّف بهذه المهمة يلتقي بمن يستطيع العثور عليه من أقارب وعائلة الشخصية التي يلاحقها وكان يتتبع أثرهم وبالفعل يعثر على تلك الشخصية سواء في الداخل أو الخارج. أما الآن الصحافة تتبخر وتختفي أمام أعيننا”.