كتب هاشم الفخرانى مقالا كشف فيه عن عمق العلاقات التركية القطرية لجريدة اليوم السابع وإليكم نص المقال:
أنقرة (الزمان التركية) تتجاوز العلاقات التركية القطرية مجرد المصالح المالية والتجارية والاستراتيجية المؤقتة، فالشراكة بين أنقرة والدوحة تستند إلى جذور عميقة من القيم المشتركة والروابط التاريخية، كما أن علاقة أنقرة بالدوحة تفوق علاقة تركيا بجميع الدول الأخرى تقريبا.
اقتربت تركيا من الانتهاء من أول قاعدة عسكرية لها في دول الخليج، حيث تم اختيار قطر الداعم الأول والأكبر فى منطقة الشرق الأوسط للإرهاب لتكون المستضيف لهذه القاعدة العسكرية الدائمة للجيش التركي للاستعانة بها، لتهديد أمن وسلامة منطقة الخليج بصفة خاصة والشرق الأوسط بشكل عام، ولا يخفى على أحد دور تركيا وقطر في دعم تنظيم “داعش” الإرهابي لزعزعة الأمن والاستقرار في الدول العربية.
وذكر موقع “تركيا بوست” المقرب من حزب العدالة والتنمية، أنه في الآونة الأخيرة سعت تركيا إلى تحسين علاقاتها مع قطر، واكتسبت العلاقات بينهما زخما كبيرا، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وذلك بقيادة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.
وتابع الموقع التركي أن هذا التطور المثير للاهتمام في العلاقات بين أنقرة والدوحة، يتضح عند إلقاء نظرة عن كثب على طبيعة وخلفيات هذا التقارب، فعندما زار أمير قطر تركيا في ديسمبر 2014، أطلقت الدولتان برنامج تعاون ثنائي، تحت مسمى “اللجنة الاستراتيجية القطرية التركية العليا”، فضلا عن قيام الدولتين بتوقيع عدد من الاتفاقيات المختلفة، في مجالات تبادل خبرات التدريب العسكري، وصناعة الأسلحة بالإضافة إلى نشر قوات مسلحة تركية في الأراضي القطرية.
وقال الموقع التركي إنه نتيجة لذلك، تمركز حوالي 150 عنصرا من أفراد الجيش والبحرية والقوات الخاصة التركية، في قاعدة عسكرية قطرية، منذ أكتوبر 2015، في انتظار الانتهاء من بناء القاعدة العسكرية، التي ستصبح مقرا دائما للقوات التركية هناك بنهاية العام الجاري، ولذلك تعتزم تركيا زيادة قواتها هناك إلى ثلاثة آلاف عنصر، حالما تجهز قاعدتها العسكرية الخاصة.
وأشار الموقع التركي إلى أنه من المتوقع أن تقوم تركيا بتصدير أجهزة عسكرية إلى قطر، تبلغ قيمتها 2 مليار دولار عبارة عن مركبات مدرعة، ورادارات، وطائرات دون طيار، ومعدات عسكرية متنوعة للاتصالات.
وفي هذا الصدد، أكد أردوغان خلال زيارته إلى قطر، في 15 فبراير، في ختام جولته الخليجية، أهمية العلاقات بين تركيا وقطر، قائلا إن “قطر لطالما كانت، خاصة في الأوقات الصعبة الأخيرة حليفا قويا لتركيا، ومع قطر، نحن نأمل في حل جميع المشاكل الإقليمية، فضلا عن أننا نطمح لأن يكون هذا التعاون الوثيق القائم بين تركيا وقطر مهما جدا لمستقبل المنطقة ككل”.
كما ستوفر تركيا لقطر تركيب أنظمة ومنصات صواريخ ذات تقنية عالية، على غرار منظومة الدفاع الإسرائيلية المضادة للصواريخ “القبة الحديدية”، وكذلك أقمار صناعية، ووسائل تجسس على الدول العربية وأجهزة تكنولوجية فضائية، وطائرات دون طيار، وفرقاطات.
من ناحية أخرى، كانت قطر الملاذ الآمن لتركيا عندما تدهورت العلاقات التركية مع روسيا، التي كانت المورد الرئيسي للغاز الطبيعي لتركيا، بعد إسقاط الطائرة الروسية، في نوفمبر 2015، حيث وافقت قطر على تزويد تركيا بالغاز الطبيعي المسال.
واستغلت كل من قطر وتركيا الفراغ الأمني في الشرق الأوسط الذي حدث نتيجة ثورات الربيع العربي، للعبث بأمن المنطقة، وأتاح لهما ذلك انتشار تنظيم “داعش” الإرهابي.
وفي المقابل .. كشفت وثيقة رسمية، صادرة عن سفارة قطر في العاصمة التركية أنقرة، عن الدور الذي لعبته الدوحة في توفير مرتزقة لحماية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال تعرضه للانقلاب العسكري في 15 يوليو الماضي.
وأشارت الوثيقة الموقعة من السفير القطري لدى تركيا، سالم مبارك آل شافى، والموجهه إلى أحمد حسن مال الله الحمادى، الأمين العام لوزارة الخارجية القطرية، إلى أن أردوغان وجه بعد يوم من الانقلاب رسالة إلى السفارة القطرية في أنقرة يطلب فيها إرسال عناصر من القوات الخاصة الأميرية القطرية لتوفير الحماية له لمنع أية محاولة اغتيال تطاله، وهو الطلب الذي ردت عليه الحكومة القطرية بإرسال 150 عنصرا من قواتها الخاصة إلى مطار أنقرة العسكري على متن طائرات خاصة، ووفقا للوثيقة فإن “هذه القوات القطرية تمكنت من إنقاذ حياة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من محاولة الاغتيال وإيصاله إلى بر الأمان”.
ووفق ما ورد في الوثيقة فإن القوات القطرية الخاصة غادرت تركيا إلى الدوحة في سرية يوم 19يوليو، أي بعد أربعة أيام من الانقلاب العسكري الفاشل، بعدما تأكد أردوغان من فشل الانقلاب وضمن بقاءه في السلطة.
ورغم أن الخارجية القطرية، حاولت اليوم التبرؤ من هذه الوثيقة، إلا أن مصادر أكدت أن الوثيقة سليمة، وتكشف عن دور حكومة قطر في توفير مرتزقة لتأمين حياة المتحالفين مع قطر وأميرها تميم بن حمد، موضحة أن الدوحة عملت خلال الفترة الماضية على تجنيد عدد من المرتزقة للعمل في القوات الخاصة الأميرية القطرية، من عدة دول عربية وآسيوية، مهمتها الأساسية حماية نظام تميم، فضلا عن التدخل لتنفيذ عمليات خاصة يتم تحديدها من جانب المخابرات القطرية، كما حدث في عملية توفير الحماية لأردوغان، ومن قبلها القيام بعمليات خاصة في ليبيا وسوريا لدعم الميليشيات الإرهابية التي تدين بالولاء للحكومة القطرية.
ملحوظة: هذا المقال وكل ما ورد فيه يعبر عن رأي الكاتب الشخصي ولا يعبر عن سياسة جريدة الزمان التركية