أنقرة (الزمان التركية) – ازداد مؤخرا عدد الكتاب والصحفيين الموالين للحكومة التركية الذين ينتقدون عمليات الفصل بحجة الانتماء لحركة الخدمة والمشاركة في الانقلاب، خاصة بعد إصدارها مرسوما جديدا فصلت بموجبه الآلاف من الموظفين الحكوميين بينهم أكاديميون.
ونص المرسوم على فصل 4 آلاف و464 موظفا حكوميا من عملهم بينهم 417 من قوات الأمن و80 شخصا من عاملي التلفزيون الرسمي تي آر تي (بينهم مراسلون) و49 شخصا من وزارة الداخلية و48 شخصا من وزارة الخارجية. غير أن أكثر الانتقادات كانت موجهة لحالات الفصل التي طالت عالمي الفن والعلوم، حيث طال الفصل العديد من الأكاديميين والفنانين المعروفين بأنهم غير تابعين لحركة الخدمة.
وصدرت أشد الانتقادات من الصحفيين المقربين للسلطة، فكاتب صحيفة يني شفق المقربة للحكومة يوسف كابلان نشر تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” انتقد خلالها قرارات الفصل قائلا: “الآن طفح بي الكيل. يتم فصل أناس أبرياء لا علاقة لهم بحركة الخدمة. هذا أمر غير مقبول! من ينفذ عمليات الفصل هذه؟ إنهم يحفرون من أسفل أردوغان”.
واللافت في الأمر هو استخدام الكاتب المقرب للحكومة جيم كوتشوك عبارات مشابهة في تغريدته حول الأمر، حيث ذكر كوتشوك أنه فحص قائمة المفصولين، مشيرا إلى أنها تضمنت الكثير من الظلم وأن الأمر مثير للريبة.
الكاتب يلدراي أوغور وهو أحد الكتاب المقربين للحكومة انتقد أيضا حالات الفصل عبر تغريدة أكد خلالها أنه من الظلم فصل أكاديميين أفنوا سنوات حياتهم في العمل الأكاديمي أمثال إبراهيم كاب أغلو ويوكسال تاشكين لمجرد توقيعهم على عريضة تدعو للسلام بين الأكراد والأتراك.
وفي تعليق منه على الأمر، أوضح الحقوقي علاء الدين فارول خلال مشاركته في برنامج “أجندة تركيا” على قناة سي إن إن التركية أنه تم تعيين مجموعة مقربة من حزب الوطن اليساري المتطرف وزعيمه دوغو برينتشيك، الذي أفاد مؤخرا أن أردوغان يسير على خطاه، محل المفصولين من المؤسسات الحكومية، وخصوصا الجيش، لافتا إلى أن هذا الأمر قد يكون أحد أسباب تقاربه مع أردوغان الذي يسعى لسد الفجوة التي أحدثتها عمليات الفصل داخل أجهزة الدولة والجيش.
وأضاف فارول أن الكوادر الداعمة لبرينتشيك هى التي تحل محل الكوادر المفصولة بتهمة الانتماء لحركة الخدمة بعد “الانقلاب الفاشل”، منبها إلى خطورة تحول هذه المجموعة الأخيرة أيضا إلى بؤرة وقوة داخل المؤسسات وقيامها بانقلاب جديد ضد الحكومة.
تركيا، كتاب موالون، فصل، احتجاج