تحدث الأستاذ فتح الله كولن عن أهداف حركة الخدمة الأساسية في حوار أجرته جريدة “لاريبوبلبكا” الإيطالية بتاريخ 28 مارس 2014
س: هلّا وضحتم لنا أهداف حركتكم الرئيسة؟ ما هي المطالب الاجتماعيّة والدينيّة والسياسيّة التي ترمون إلى تحقيقها؟ وما هو اقتراحكم من أجل الخروج من هذه الأزمة؟
ج: بالنسبةِ إلى هذا المحور أو هذه الناحية؛ فقد ركّز الإخوة على الأنشطة التعليميّة لأجل الإنسان وحلّ مشكلاته، فأنشؤوا دور السكن الطلابيّة والمدارس والمراكز التعليميّة وقاعات الاطّلاع، وقدّموا الخدمات التعليميّة، وقد فتح أهل البلاد ومسؤولوها أيضًا أحضانهم لهذه الحركة الإنسانيّة، ودخلوا معها في أنشطةٍ جادّةٍ وحقيقيةٍ في مجالاتٍ عدّةٍ مثل المساعدات الإنسانيّة والخدمات الصحّيّة[1] والحوار.
والغاية المنتظرة والمنشودة من هذه النشاطات هي السير والتقدّم سويًّا نحو عالمٍ يسوده الهدوء والطمأنينة وتعتزّ فيه الإنسانيّة بعضها ببعض، ويُتبادل الاحترام بين جميع الفئات المجتمعيّة والفكرية والمذهبية، ونحن نؤمن بأن رضا الله تعالى يكمن في ذلك، وليس لنا أيّ طموحٍ أو غايةٍ أخرى سوى ذلك، وقد تبلورت علاقتنا بالسياسة في صورة الإدلاء بالرأي فحسب حول قِيَمٍ معيّنة، ولم نتحالف أو ننخرط مع أي حزبٍ سياسيٍّ على الإطلاق، ونحن -باعتبارنا مواطنين- لم نرغب في شيءٍ سوى احترام الحقوق والقانون والمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان العالميّة وحريّاته المشروعة، لم نساوم في أي وقتٍ على أيّ شيءٍ، ولم نبحث يومًا ما عن أيّ منصبٍ أو سلطةٍ سياسيّة.
أما بالنسبة للأزمة الحاليّة فإن الأصل بشأن الأفراد هو براءة الذمّة كما أسلفت آنفًا، إلا أن ثَمّة تحقيقات تجرى حول وقوع عمليّة فسادٍ ماليٍّ، والدولة تضغط بكلّ قواها على المدّعين العموم ورجال الأمن الذين لا يملكون شيئًا في هذا الشأن سوى الوفاء بواجبهم ومسؤولياتهم، وفي الوقت نفسه ثمّة سعيٌ حثيث وعملٌ ممنهجٌ لتشويه هذه الحركة الإنسانيّة الكبيرة عبر الصحافة ووسائل الإعلام المسموعةِ والمقروءة، وكما قال البعض فإن هناك سعيًا حثيثًا ومحاولةً لإخضاع القضاء لأمر السلطة التنفيذيّة، ولعلّ المخرج من هذه الأزمة يتمثّل في احترام الحقوق والقانون والمبادئ الديمقراطية وفقًا لمعايير الاتّحاد الأوربّي الذي ترشّحت تركيا لعضويّته.
[1] جمعية «هل مِنْ مُغِيث؟ (Kimse Yok mu?)» إحدى جمعيات العمل المدني العالمية المؤسسة في 03 يناير 2002م، ويعمل معها عشرات الآلاف من المتطوعين، وهي تقدم المساعدات الإنسانية في كل أنحاء العالم دون أدنى تميز بسبب الدين واللغة والعرق والنوع.
وتواصل الجمعية نشاطاتها وفعالياتها في محافظات تركيا ال 81 عبر 40 فرعا لها، وفي 110 دول بالعالم. وهي عضو استشاري بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC). وقد فازت الجمعية في 10 يوليو بـ«جائزة البرلمان التركي لأفضل الخدمات المقدمة». ومنذ عام 2010م وحتى اليوم وهي تعمل بالتعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) من أجل توفير احتياجات اللاجئين في تركيا في مجالات مثل الصحة والتعليم والغذاء. وجمعية « هل مِنْ مُغِيث؟» العاملة في كل الأماكن والظروف التي يُتعرَّضُ فيها للفقر والحاجة تمثل وسيلة لحل ثابت ودائم لكثير من مشكلات أصحاب الاحتياجات في تركيا وخارجها على حد سواء في مجالات مثل المساعدات الإنسانية والمساعدات الثابتة ومساعدات الأزمات والظروف الطارئة والتعليم والصحة ومساعدة الأيتام وتوفير المياه النقية.
وتأتي فلسطين وغزة على رأس المساعدات التي تقوم بها الجمعية خارج تركيا. ومنذ 2006م وحتى الآن تزداد تدريجيا فعاليات المساعدات والمعونات التي تقدمها الجمعية في المنطقة. قدمت الجمعية حتى اليوم مساعدات إنسانية عينية لفلسطين بقيمة 6 ملايين دولار، كما دعمت المنطقة وساعدتها في الشهور الأخيرة فحسب بما قيمته مليون و250 ألف دولار. كما أن الجمعية خصصت 1.5 مليون دولار أخرى لأهالي غزة، ولا تزال تواصل أعمالها في تضميد جراح المنطقة.
وقد اكتسبت صفة «الجمعية العاملة للصالح العام» بقرار مجلس الوزراء الصادر في 19 يناير 2006م. كما حصلت بقرار مجلس الوزراء الصادر في 6 فبراير 2007م على صلاحية «جمع التبرعات دون تصريح»، إلا أن هذه الصلاحية أُلغيت من التنفيذ بقرار مجلس الوزراء الصادر في 22 سبتمبر 2014م؛ فقامت الجمعية برفع دعوى قضائية ضد هذا القرار الأخير لدى محكمة مجلس شورى الدولة في 2 أكتوبر 2014م تطالب فيها بوقف القرار من التنفيذ، وبالفعل تم إلغاء القرار.