فتح الله كولن سيرةُ بكاء! لقبه الأسري “كولن” ومعناه “الضحاك” باللسان التركي، وهذا من عجائب الأضداد، ومن غرائب الموافقات ايضاً! فهو َبكّاء الصالحين فى هذا العصر، لكنه ما بكي الا ليضحك الزمان الجديد، وليزهر الربيع فى حدائق الأطفال ..
ما رأيت أحدًا أجرى دمعًا منه، ولا أكثر وَلَها.. وكأنما دموع التاريخ جميعاً تفجرت أنهارها من بين جفنيه! (د.فريد الانصاري، عودة الفرسان)
أعرف الأستاذ فتح الله كولن فقط منذ سبع سنوات وكان مصدر معرفتي به مقاله الرئيسى فى مجلة حراء، فداومت على قراءتها حتي إنني كنت أترقب وصول عددها الجديد كى أغذى بها عقلي.
قرأتُ -أول ما قرأت له- ” النور الخالد ” فالتهمته التهاما وكأني لم أقرأ في سيرة النبي قط، فالأستاذ فتح الله يجمع ما بين حرارة الإيمان وعمق الفكر وجمال العرض فهو يتميزعن باقى العلماء بالمنهج الذى اعتمده، والإنجازات التي حققها، والأبعاد التي وصل إليها، فقد كان تأثيره واسعًا وعميقًا – ليس ببلده فقط -. لقد أيقنت أن القدر قد ادخر كولن ليقوم بما يحتاج إليه المجتمع من حفز للهمم وإنقاذ للروح ودفع للأمام.
لقد أوقد فتح الله كولن شعلة الأمل وبث روح الحياة في الأرواح فأنار الطريق للإصلاح على أساس الدين. (عبدالقادر الإدريسى، حراء42)
إن الأستاذ محمد فتح الله كولن هو صورة أخرى من الصور التي تؤكد صدق النبوة، هو وارث من ورثة النبي (ص) ووِرثُه العلم والعمل. فقد حقق الله به جانبًا عظيمًا من ذاك الوعد النبوي الصادق بأن يبعث الله لهذه الأمة من يجدد لها دينها والأستاذ فتح الله قدّم درسًا عظيمًا في وراثة النبي – صلي الله عليه و سلم –. (أ.د خليل النحوي، حراء42)
إننى شخصياً أعتبر الأستاذ فتح الله كولن واحدًا من أواخر حلقات التقاليد العلمية الأصيلة المنحدرة علي طول التاريخ الإسلامي، ولا مرية فى أن الأستاذ شخصية علميّة تضلعت في معظم التخصصات الإسلامية الكلاسيكية. ولكنه في الوقت نفسه يتمتع بهوية الداعية وشخصية القيادة الاجتماعية، وحاز على مساحة واسعة من القبول والتأثير بحيث لم يتيسر ذلك لأي عالم في التاريخ الاسلامي .
ولأنه وبسبب تواضعه الجم لم يشتهر بمستوى يليق بسلطته العلمية ومقدرته الفكرية والفلسفية، فللأستاذ كتاباتٌ لو أُلّفت منذ خمسة قرون مثلا – ككتاب (التلال الزمردية)- لكُتب عليها عشرات من الشروحِ. (محمد أنس أركْنَه- حراء42)