أنقرة (الزمان التركية) – ألقى رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو كلمة خلال اجتماع مع رؤساء البلديات التابعة للحزب عُقد أمس بمدينة قهرمان مرعش.
وأفاد كيليتشدار أوغلو في كلمته بأنه تم القبض على أبناء الوزراء في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول عام 2013 أثناء تورطهم في عمليات فساد ويتم حاليا الانتقام لهم.
كما أظهر كيليتشدار أوغلو قرار مجلس الأمن القومي في عام 2004 الذي ينص على ضرورة القضاء على حركة الخدمة والذي يحمل توقيع رجب طيب أردوغان ورئيس أركان الجيش الأسبق حلمي أوزكوك وعبد الله جول وعبد اللطيف شنر ومحمد علي شاهين وجميل شيشاك ووجدي جونول وعبد القدير أكسو وأيتاش يالمان وأوزدان أورنك وإبراهيم فرتينا ومحمد شينار أرويجور ورئيس الجمهورية آنذاك أحمد نجدت سزر قائلاً: “هذا التاريح هو بداية انطلاق عملية القضاء على حركة الخدمة. إنه (أردوغان) يزعم أنه لم يكن يعلم.. بل كنت تعلم يقيناً، حيث إنك من وقعت على قرار القضاء على هذه الحركة”.
يذكر أن أردوغان أجرى تعديلات قانونية في جهازي الأمن والقضاء وخرج بفضلها كل المحكومين عليهم بالمؤبد من الجنرالات والضباط في إطار قضية أرجينيكون والمطرقة وغيرها من القضايا الخاصة بالانقلابات التي استهدفت حكومات أردوغان المتتالية، وذلك بعد أن تورط نجله بلال أردوغان ووزراؤه ورجال أعمال مقربون منه في الفساد والرشوة، ثم عقد تحالفاً مع هؤلاء الجنرالات والضباط ليطلقوا معاً حملة تصفية جماعية ضد أفراد حركة الخدمة وكل مؤسساتها، تنفيذاً للقرار الذي اتخذه أعضاء مجلس الأمن القومي بما فيهم الرئيس أردوغان.
الجدير بالذكر أن أردوغان كان ينتظر أن يتقدم هؤلاء الجنرالات والضباط العسكريين إليه بالشكر والثناء بعد خروجهم من السجن بتوسطٍ منه، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك، مما دفعه إلى الإعراب عن انزعاجه عن ذلك عبر بث مباشر على إحدى القنوات التلفزيونية بقوله: “إن الذين خرجوا من السجن بفضل هذه التعديلات القانونية التي أجريناها لم يتقدم أي منهم إلينا بالشكر”.
وهذا الموقف للجنرالات والضباط فسره بعض المحللين بأنهم يتمتعون بعقلية عسكرية تمكّنهم من معرفة من كان يقف وراء قضية أرجينيكون، حيث إن السلطة السياسية المدنية برئاسة أردوغان كانت مسؤولة عن هذه القضية، فضلاً عن أن أردوغان أعلن أنه “المحقق في قضية أرجينيكون” أكثر من مرة، كما خصص سيارة خاصة مدرعة للمحقق في هذه القضية النائب العام زكريا أوز. ونظراً لأن أردوغان قلب جهازي الأمن والقضاء رأساً على عقب بعد أن تورط نجله ورجاله في الفساد والرشوة، فإنه كان بإمكانه الحيلولة دون فتح تحقيقات حول أعضاء أرجينيكون، لكنه لم يفعل.
ولذلك بدأ الكتاب الموالون لأردوغان، وعلى رأسهم يوسف كابلان من جريدة يني شفق، وأحمد تاشجتيران من صحيفة ستار، يعربون عن قلقهم من انقلاب جديد يقوده التيار اليساري العلماني بقيادة زعيم حزب الوطن وأحد المحكومين في إطار قضية أرجينيكون دوغو برينشتاك، إذ كان هذا الأخير قال عقب خروجه من السجن عام 2014 بفضل أردوغان: “خرجنا من السجن كالسيوف المستلة من أغمادها، وسنقضي على كل الجماعات والطرق الإسلامية في تركيا وسنجتثها من جذورها. كما سنهدم الحكومة وسنمزق سلطة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وسلطة الرئيس عبد الله جول وفتح الله كولن” على حد قوله.