أنقرة (الزمان التركية): في تعليق منه على دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحويل العملات الأجنبية إلى الليرة، تساءل زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو ما إن كان أردوغان نفسه قد قام بتحويل مبلغ 200 ألف دولار الموجودة في حسابه ببنك “البركة” التركي.
وخلال كلمته في جلسات الموازنة بالبرلمان التركي توّجه كيليتشدار أوغلو إلى مقاعد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا قائلا: “هل كنتم على علم بأمر الانقلاب قبل وقوعه؟”.
ألقى كيليتشدار أوغلو كلمة خلال جلسات موازنة عام 2017 التي انطلقت يوم أمس. وخلال كلمته قال كيليتشدار أوغلو: “نؤمن بضرورة رفع كافة أشكال الوصاية على الديمقراطية. في السادس عشر من يوليو/ تموز الماضي قدمت وألقيت كلمة. قلت حينها طالما أننا أتينا إلى هنا بتقدير الشعب وطالما أن الإرادة الشعبية قيّمة للغاية يجب ألا يُسمح لأحد أيا كان منصبه أو موقعه بفرضة الوصاية على الديمقراطية. يجب على الجميع التعامل في إطار الحدود الدستورية. يوجد مجلس الوزراء خلفي وكل وزير يمتلك طبلًا، لكن – لا تؤاخذوني – فالشخص الذي يملك عصا قرع الطبول هو في القصر الرئاسي (أردوغان). هذا غير مقبول. ولا يمكن لأحد أن يلقي بظلاله على أعضاء الهيئة التنفيذية. من لا يدافع عن منصبه لا يمكن أن يدافع عن تركيا. يجب على الوزراء والسيد الرئيس أن يؤدوا مهامهم في إطار صلاحياتهم. رفضنا قانونًا يتعلق بحالة الطوارئ لكنه صدر. نحن نؤمن بضرورة سيادة القانون وليس قانون السادة”.
ممارسة التعذيب
وتناول زعيم المعارضة موضوع التعذيب الذي بات حديث الرأي العام التركي والدولي قائلاً: “إن ارتكب شخص ما تبادرون إلى تسليمه العدالة في إطار القانون، فماذا عن ممارسة أعمال تعذيب وساعة النطاق؟ من ليس لأحد الحق في إهانة تركيا أمام العالم؟ لقطات التعذيب نشرتها وكالة الأناضول الرسمية. ودفاع الحكومة عن التعذيب هو انتهاك عميق لكرامة تركيا. فالحكومة هى أكثر من انتهك كرامة تركيا”، على حد قوله.
احتلال 18 جزيرة تركية من قبل اليونان
وتطرق كيليتشدار أوغلو إلى قضية احتلال اليونان 18 جزيرة تركية في ظل صمت تركيا بقوله: “تقع 18 جزيرة من جزرنا تحت الاحتلال. أين ذهبت هذه القومية والسيادة الوطنية التي انتهكت؟ العلم اليوناني يرفرف أعلى 18 جزيرة. في اجتماعات اللجنة المعنية بالبرلمان نسأل لماذا لا تتدخلون في هذا الأمر، فيخبرونا أنهم يتشاورون مع السلطات اليونانية. انظروا إلى قبرص وسترون خفّضوا نسبة الأراضي الخاضعة للسيادة التركية إلى 29 في المئة. لماذا؟ لأن مفاوضات سرية تجري بين الطرفين. أتوسل إلى نواب الحزب الحاكم هناك العديد من الزملاء المخضرمين في السياسة الخارجية. اسألوهم. يجب علينا حماية قبرص. يجب ألا نفقد قبرص. دفعنا الثمن من أجل قبرص. فنحن نتخلّى عنها في الوقت الذي يجب علينا تدعيم سيادتنا هناك نظير الثمن الذي دفعناه”.
هل حوّل أردوغان نقوده بالدولار إلى الليرة التركية؟
ولفت الزعيم المعارض إلى أن تداعيات الأزمة السياسية في الإدارة بدأت تظهر في المجال الاقتصادي أيضًا، وواصل: “يزعمون أن العالم كله يعاني من أزمة اقتصادية، هذا غير صحيح. بل الأمر هو أن الأزمة السياسية التي تشهدها تركيا أصابت الاقتصاد. في تلك الأثناء يوجّه السيد الرئيس العديد من الدعوات لتحويل الدولار إلى الليرة. الرئيس يمتلك 200 ألف دولار في بنك البركة التركي لذا نتساءل هل قام هو أيضا بتحويلها؟ إن فعل هذا فليكشف إيصال المعاملة البنكية. أدعو كل الزعماء إلى الكشف عن مدخراتهم بما فيهم أنا. أنا لم أودع مدخراتي بالدولار لكن رئيس هذا البلد فعلها”.
جدير بالإشارة إلى أن وزير العدل التركي بكر بوزداغ أبرز في جلسة برلمانية ورقة على أنها وثيقة إيصال المعاملة البنكية لتحويل الرئيس أردوغان 200 ألف دولار إلى الليرة، لكن عندما طالبه رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بتزويده نسخة من الإيصال للتأكد من صحتها رفض ذلك ولم يعطه صورة منها.