أثينا (الزمان التركية) – زادت في الآونة الأخيرة أعداد السياح السعوديين الذين يفضلون التوجه إلى اليونان لقضاء إجازاتهم، بعد أن كانت تركيا الوجهة المفضلة للكثيرين منهم خلال السنوات الماضية.
ورأى مراقبون أن الاضطرابات الأمنية وسلسلة الهجمات التي عاشتها تركيا في الآونة الأخيرة، كانت سببًا في امتناع الكثير من السياح السعوديين عن التوجه إليها، ليفضلوا قضاء إجازاتهم في اليونان المجاورة، والتي تتمتع باستقرار نسبي.
وانعكس هجوم ملهى “رينا” الليلي، في إسطنبول، ذات السمعة العريقة سياحيًا، بشكل مباشر على الرحلات السياحية القادمة من مختلف مناطق السعودية، وتسبب ذلك في تغيير الكثير من السعوديين لوجهتهم السياحية، بعد أن كانت اسطنبول قبلتهم المفضلة لسنوات.
وتعرضت إسطنبول عشية ليلة رأس السنة الميلادية، لهجوم مسلح، هز البلاد، بعد إقدام أحد عناصر “داعش” على قتل 39، وجرح 65 شخصًا؛ غالبيتهم من السياح الأجانب، بينهم سعوديون.
ومنذ مطلع العام الحالي؛ تراجعت أعداد السعوديين المتجهين إلى تركيا، رغم استمرار الخطوط الجوية السعودية وطيران ناس بتسيير رحلاتهم المعتادة إلى مطاري “أتاتورك” و”صبيحة” الدوليين في إسطنبول، كبرى المدن التركية.
وفي الوقت نفسه عمد الكثير من السياح السعوديين إلى قطع إجازاتهم، ومغادرة تركيا، عائدين إلى المملكة، عقب الذعر الذي أثاره الهجوم المسلح على الملهى، في ظل ارتفاع عدد ضحايا الهجوم من السعوديين، البالغ سبعة قتلى و14 جريحًا.
وذكرت السفارة السعودية لدى أثينا، أن العام الماضي شهد ارتفاع عدد السياح السعوديين المتجهين إلى اليونان، ليصل إلى أكثر من 25 ألف سائح، بزيادة تصل إلى حوالي 45% عن عام 2015، كما توقعت السفارة ارتفاع عدد السياح السعوديين في البلاد خلال العام الحالي.
ويتطلب دخول السعوديين إلى اليونان، العضو في الاتحاد الأوروبي، الحصول على تأشيرة دخول (فيزا) صادرة عن السفارة اليونانية لدى الرياض، ولا تصدر عن المطار.
وتشير السفارة السعودية في أثينا، وجود نوعَين من التأشيرات؛ الأولى “شينغن” تسمح لحاملها بالتنقل بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال المدة المبينة في التأشيرة، والثانية هي التأشيرة الوطنية لدخول اليونان فقط، ويجب التأكد من نوعها ومدة صلاحيتها.
ويبدو أن طموحات الحكومة التركية في رفع عدد السياح السعوديين، لدعم قطاع السياحة المنهك، ذهبت أدراج الرياح، على الأقل في المرحلة الحالية.
ويعاني قطاع السياحة التركية منذ أكثر من عام تدهورًا على خلفية هجمات إرهابية تسببت في تراجع إقبال السياح الأجانب، واستمرار انخفاض الرحلات السياحية إلى البلاد، وسط غموض المشهد السياسي، وتبعات الانقلاب الفاشل منتصف تموز/يوليو الماضي، وما نتج عنه من فرض حالة الطوارئ في البلاد.