بقلم: عبدالله المكتوبي
تستمر عملية ”درع الفرات” التي تقوم بها تركيا منذ فجر الأربعاء 24 أغسطس/ آب الماضي في جرابلس شمال سوريا، تقوم القوات التركية بمحاربة الحركات الكردية وتنظيم داعش من خلال دعمها عناصر من الجيش الحر وفصائل المعارضة السورية التي تمكنت من السيطرة على مدينة جرابلس دون أي مقاومة تذكر من تنظيم داعش الذي دخل المدينة التابعة لمحافظة حلب منذ اعلان قيامه سنة 2014.
يصرح المسؤولون الاتراك بأن أهداف العملية تتركز على حماية الأمن القومي لتركيا، وذلك لا يتم إلا بالقضاء على داعش والحركات الكردية المتواجدة غرب نهر الفرات، والغريب في الأمر أن القوات التركية لم تواجه أي مقاومة فالحركات الكردية كانت تراجعت الى شرق نهر الفرات، أما تنظيم داعش فترك المدينة قبل بداية القصف، فكيف يمكن لبضع دبابات أن تفعل ما لم تستطع الطائرات الروسية والأمريكية أن تفعله منذ سنتين؟
يتضح مما سبق أن تصريحات المسؤولين الاتراك تجانب الحقيقة، مما يدل على أن هناك أهدافا غير معلنة تتمثل في إنشاء منطقة آمنة تحت السيطرة التركية ويظهر هذا جليا في تمسك أردوغان بهذه الخطة التي كان قد عرضها على الغرب لكنهم لم يقبلوا بها لكن أردوغان يواصل ترديديها ومحاولة فرضها كحل وحيد وذلك بإشهار ورقة اللاجئين.
تصريح أوباما، بالأمس الجمعة، بأن تركيا حليف مهم في القضاء على داعش، يعد مؤشرا على اتفاق تركي- أمريكي- إسرائيلي يهدف من جهة إلى السماح لتركيا بإنشاء منطقة آمنة في سوريا، ومن جهة أخرى دعم قيام دولة كردية داخل سوريا، المخطط الذي يتفق والطرح الأمريكي الذي يقضي بتقسيم سوريا الى ثلاث دويلات خدمة لحليفتها إسرائيل التي تريد تفتيت كل دول المنطقة.
تدخل تركيا بريا في سوريا يدل على أنها لن تخرج سريعا وبالتالي هي تمهد لتشكيل المنطقة الامنة التي تحدث عنها أردوغان والتي تخدم مصالحه في تأمين طريق لعبور نفط شمال العراق وداعش الذي سيتم نقله وتسويقه عبر سفن نجله بلال أردوغان إلى أوروبا عبر إيطاليا.
وكان كل من روسيا والأردن اتهمتا أردوغان وأفراد أسرته بالاتجار بنفط داعش، حيث نشرت روسيا شريطا يظهر ناقلات نفط تعبر الحدود السورية التركية. أما وزير الدفاع اليوناني، فكان قد أعلن أن معظم النفط الذي يهربه تنظيم داعش الإرهابي، ينقل عبر تركيا.
أما بالنسبة لبشار الأسد فهو لا يعارض هذا الاتفاق لأن العرب سيرحلون من تلك المناطق التي دخلها الأتراك، بفعل الحرب والدمار. بعد ذلك سيتم القضاء على الجيش الحر عبر التخلي عنه شيئا فشيئا كما حدث مع غزة، حيث تم التطبيع مع إسرائيل دون تحقيق شرط رفع الحصار عن غزة، فذلك هو أردوغان الذي يفعل أي شيء في سبيل الحفاظ على مصالحه.