الرياض (الزمان التركية) – بعد فترة تقارب لم تدم طويلا عاودت العلاقات السعودية التركية التصدع من جديد وبات من الواضح أن الأيام المقبلة سوف تشهد انتهاء شهر العسل بين الرئيس رجب طيب أردوغان، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
طفت ملامح الخلافات التركية السعودية على السطح يوم الأربعاء الماضي عبر قناة ” العربية” السعودية التي تتمركز في دبي والتي اعتادت خلال الفترة الماضية تضخيم إنجازات أردوغان، وللمرة الأولى منذ تدشين صفحة علاقات جديدة بين البلدين عقب رحيل الملك عبدالله، وصفت القناة السعودية أردوغان بـ”الرئيس المهزوم”.
جاء ذلك خلال برنامج “دي إن إية” الذي يقدمه الإعلامي نديم قطامش على القناة السعودية، في حلقة خصصت لمناقشة توطيد العلاقات بين أنقرة وطهران حملت عنوان: “محور إيران يكافئ أردوغان المهزوم”، الأمر الذي تسبب في فيض من التعليقات المسيئة للمملكة العربية السعودية على صفحة “العربية” بموقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، من لجان إلكترونية محسوبة على تركيا والإخوان.
ووسط هذه البوادر كشف المستشار الأعلى للقائد العام للحرس الثوري العميد حسين دقيقي، عن وجود دور للسعودية في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في تركيا في 15 يوليو /تموز عام 2016.
ونقلت وكالة أنباء ” فارس” الإيرانية عن دقيقي قوله إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نجا من الانقلاب الذي دبرته السعودية، حيث إن الروس أبلغوا أردوغان بمحاولة الانقلاب قبل ساعتين من وقوعه”.
وأضاف المستشار الأعلى للقائد العام للحرس الثوري: “اليوم فهم الأتراك من هي السعودية، وأعلنوا أنهم يعترفون بالحكومة السورية”.
وتابع أن الأمريكيين يدركون أن السعودية انتهى دورها، مضيفا: أن المجازر التي يرتكبها تنظيم “داعش” تسببت في فضح السعودية أمام العالم.
وكشف دقيقي عن أن “أمريكا تدرك أن السعودية فقدت زعامة العالم العربي ولذلك تحاول السيطرة على مصر”.
وزعم المستشار الأعلى لقائد الحرس الثوري أن زيارة رئيس روسيا لإيران ولقائه مع قائد الثورة لمدة ساعتين مؤشر على قدرة إيران، مضيفا أن “أمريكا تحاول حاليا ألا تقع قيادة العالم الإسلامي بيد إيران وحسن نصرالله”.
وتابع قائلا: إن “قدرة نظام الجمهورية الإيرانية وصلت إلى الحد الذي تقف فيه روسيا إلى جانبنا في القضية السورية، وهذا يدل على اقتدار وقوة إيران”.
وفى أغسطس/ آب الماضى احتوت تركيا أزمة مع السعودية، عقب تداول تصريحات لرئيس الوزراء على بن يلدريم، اتهم خلالها السعودية بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري التي وقعت منتصف يوليو.
وبحسب “روسيا اليوم” قالت مصادر في رئاسة الوزراء التركية آنذاك، إن “عددًا من وسائل الإعلام نسبت تصريحات إلى يلدريم، خلال مقابلة مع ممثلين إعلاميين، يلمح فيها إلى أن السعودية كانت من بين الدول التي دعمت الانقلاب الفاشل”.