عواصم (الزمان التركية): تتوالى تعليقات الكتاب على محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا وما أعقبها من إجراءات تؤكد استغلال أردوغان هذه المحاولة لتطويع مؤسسات الدولة لتكريس تسلطه وبناء ديكتاتوريته.. وفيما يلي بعض هذه التعليقات:
إن أسلوب تعامل أردوغان مع الخدمة وتيارها الاجتماعي تذكِّر بحادثة اعتقال العلامة بديع الزمان سعيد النورسي وطلابه عندما دوهموا بسبب رفع الآذان باللغة العربية، وحينها علق “النورسي” بما مفاده أنه حان الوقت لتتعرف تركيا كلها على رسائل النور، فما يقوم به أردوغان – طبعا ومن حيث لا يرغب- أنه عَرَفَ بالأستاذ فتح الله كولن ونموذجه الإصلاحي ليس فقط في تركيا، وإنما في العالم كله، ولذلك يُرتقَب أن يكون هناك جيش من الباحثين والأكادميين من أجل دراسة هذه التجربة وهذا النموذج وفرادته، والأكيد أن إحدى المداخل الرئيسية التي ستكون مفتاحاً لما يجري هو فهم التشابك بين نزعة التسلط وشهوة المال والمنطق الديني في تبرير ذلك، فضلاً عن نزعات التفتيت التي يشتغل عليها خبراء من نوع خاص يتقنون صناعة الزعامات المرحلية ثم الرمي بهم جانباً عندما تنتهي أدوارهم ضمن المخطط الأكبر. (محمد عبد اللطيف، فلسطين أون لاين)
أردوغان شخصن النظام السياسي التركي، وقيد إلى حد كبير حرية الصحافة وضيق على أحزاب المعارضة واشترى وسائل الإعلام، وكلها ممارسات شمولية تنتمي إلى الشرق الأوسط وليس إلى أوروبا كما يدعي أردوغان، لكن حقائق الأمور وموازين القوى على الأرض تغيرت، فتركيا اليوم ما بعد الانقلاب غير تركيا الأمس ما قبل الانقلاب، ولا أعتقد أن هذا يصب في صالح أردوغان وإنما في صالح خصومه، ولا أعتقد أن المجتمع الدولي ولا الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة ستسمح لأردوغان بمراكمة المزيد من الصلاحيات السلطانية لشخصه وتحويل النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي، أتوقع أن الفترة القادمة ستراكم فيها أحزاب المعارضة المزيد من الثقة في الشارع التركي، ورغم فشل الانقلاب خسر أردوغان الكثير، وربما يكون درس الأمس حافزاً لفتح صفحة جديدة للمشهد السياسي في تركيا بحيث تتقلص صلاحيات أردوغان السلطانية، إذا لم يحدث ذلك أعتقد أن باب الحراك الداخلي وربما حرب أهلية سيبقى مفتوحاً في تركيا.(مصطفى اللباد، موقع قنطرة)
باختصار قد ينجح أردوغان باستثماره لتداعيات ما حدث بأن يؤسس لمفهوم جديد داخل مؤسسات الدولة التركية يكمن في أن تكون “الأردوغانية” حاكمة ومسيطرة لها على مدار السنوات القادمة حتى بعد رحيله. (إسلام أبوالعز، البديل)