إسطنبول (زمان عربي) – لم تُذكر أنواع الملابس بالتفصيل في الإسلام، ولم يتم إيضاح حكم كل نوع من تلك الأنواع على حدة. وبما أنه ظهرت –وستظهر- آلاف الأنواع من الملابس عبر العصور فليس من الممكن أن يتم إيضاح ذلك أصلًا. غير أن ثمة قواعد عامة بالنسبة للزي في الإسلام كما هو الأمر بالنسبة لسائر الأمور والقضايا الأخرى. إذ يقوم علماؤنا بتقييم أنواع الملابس التي تظهر حسب تلك القواعد.
وتنص القواعد العامة في موضوع الملابس بالنسبة للذكور في الإسلام على وجوب تغطية عورته وحمايته من الحرارة والبرد. وما عدا حد الضرورة، فمن المستحب أن يكمل زيه بالأزار والرداء والجلباب والقميص والعمامة لتحسين مظهره كمسلم. ذلك لأن الله تعالى يُحب أن يُرى أثـرُ نعمتِه على عبده.
ويقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّكُمْقَادِمُونَعَلَىإِخْوَانِكُمْفَأَصْلِحُوارِحَالَكُمْوَأَصْلِحُوالِبَاسَكُمْحَتَّىتَكُونُواكَأَنَّكُمْشَامَةٌفِيالنَّاسِفَإِنَّاللَّهَلَايُحِبُّالْفُحْشَوَلَاالتَّفَحُّشَ” (السيوطي، الجامع الصغير).
ويجوز ارتداء ملابس نظيفة وجديدة، وبخاصة في صلاة الجمعة والأعياد، على نحو لا يزعج المحتاجين. ومن المكروه ارتداء ملابس حمراء بالكامل، كما اعتبر بعض العلماء أن ارتداء ملابس صفراء اللون أمراً مكروهًا أيضًا. أما الملابس التي يرتديها المرء بهدف الغطرسة والتفاخر والظهور بمظهر لائق أمام النساء الأجنبيات، والملابس التي تتشبه الملابس الخاصة بغير المسلمين، وتلك المنسوجة من الحرير الخالص فهي حرام.
ومن المكروه ارتداء ملابس ضيقة تظهر العورات حتى لو كانت ملابس سميكة. أما الكشف عن الأعضاء التي ليست عورة، نحو الرأس والذراع وما شابه ذلك، أو سترها، فيأخذ حكمه من عادات وتقاليد المسلمين. فما رآه المسلمون غيرَ طبيعي مكروه، أما ما رأوه طبيعياً فمباح. (الشاطبي، الموافقات)
بناءً على ذلك، فمع أن ارتداء البنطلون الجينز ليس بحرام بعينه؛ إلا أنه مكروه إذا كان ضيقاً للغاية بحيث يلتصق بالجسم. كما أنه غير مستحب عند عامة المسلمين، فيكون حكمه مكروهاً.. (والله أعلم).