تقرير: علي عبد الله التركي
أنقرة (الزمان التركية) – أثار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب عاصفة من الانتقادات اللاذعة ضده، من خلال القرار الأخير الذي أصدره ضد بعض المسلمين حول العالم.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد أصدر، يوم الجمعة الماضية، قرارًا بوقف العمل بالبرنامج الفيدرالى لاستضافة وإعادة توطين اللاجئين الآتين من دول تشهد حروبًا، لمدة 120 يومًا. بالإضافة إلى تعليق دخول السوريين إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة غير محددة. يشمل القرار أيضًا 6 دول إسلامية من بينها إيران والعراق. الأمر الذي تسبب في موجة ضخمة من الانتقادات التي تتوالى من جميع أنحاء العالم.
وكان من أبرز التعليقات الرسمية التي جاءت منددة بقرار ترامب، من مختلف دول العالم، تعليق رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ووزيرا الخارجية والداخلية الذين نددوا بقرار منع دخول مواطني 7 دول إسلامية في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
أكد وزير الخارجية “بوريس جونسون” خلال تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن تصنيف الناس على حسب قوميتهم “عنصري وخطأ”.
وجاء التعليق الثاني من جارة الولايات المتحدة الأمريكية، كندا؛ حيث نشر رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في اليوم نفسه لإصدار قرار ترامب “أهلًا وسهلًا باللاجئين” من خلال هاشتاج #WelcomeToCanada، قائلًا: “إن الكنديين يرحبون بالفارين من الظلم والحروب والإرهاب، مهما كانت معتقداتهم. فالتنوع قوتنا”.
كما نددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالقرار؛ إذا قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان زايبرت، للصحفيين في برلين: “إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل استقبلت قرار الولايات المتحدة الأمريكية ضد المهاجرين ومواطني بعض الدول بعينها بأسى شديد، وإن المستشارة ترى أنه حتى الإجراءات الضرورية والحاسمة لمكافحة الإرهاب لا تبرر أبدًا وضع أتباع أعراق وأديان بعينها في دائرة الاشتباه”.
وفي الوقت نفسه بدأت بعض الدول المتضررة من قرار ترامب، باتخاذ إجراءات مماثلة ضد الإدارة الأمريكية، كان أبرزها لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، التي أصدرت توصية للحكومة المركزية باتخاذ قرار مماثل لقرار ترامب، ضد المواطنين الأمريكيين، على حسب ما ورد في صحيفة “Time” الأمريكية.
إلا أن حالة من الصمت الغامض تخيم على الموقف التركي، وسط غياب أي تعليق رسمي من جانب الحكومة التركية، بقيادة حزب العدالة والتنمية الذي طالما رفع رايات أنه يدافع الإسلام والعالم الإسلامي، وبخاصة دعمها للقضية السورية.
ويستمر الصمت الحكومي التركي بالرغم من مرور أيام على هذا القرار؛ إلا أن أول تعليق تركي، جاء من قبل رئيس حزب الشعب الجمهوري، وزعيم المعارضة التركية “كمال كيليتشدار أوغلو؛ حيث قال في تصريح له أمس الأحد: “إن اعتبار أي دولة، ووضع جميع مواطنيها في كفة الاشتباه بالإرهاب أمرٌ مخالفٌ للقيم المعاصرة”.
كما علَّق رئيس تكتل نواب حزب الشعب الجهوري بالبرلمان، أنجين ألطاي، على القرار صباح اليوم، قائلًا: “إن صمت أردوغان الذي طالما تحدث عن المسلمين والإسلام في كل مناسبة، والقيادات العليا في حزب العدالة والتنمية أمرٌ مثير للقلق”. وأضاف: “ننتظر من الحكومة إصدار تعليقًا رصينًا نرفع رؤوسنا به”.