نيويورك (الزمان التركية) – حثت روسيا مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على دعم وقف إطلاق النار” الهش” في سوريا وهو ثالث هدنة هذا العام تهدف لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة منذ ما يقرب من ست سنوات.
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا أمس الجمعة اجتماعا مغلقا لنحو ساعة لبحث مشروع القرار المقترح لدعم وقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا وتركيا يوم الخميس.
وقال دبلوماسيون إن روسيا طلبت أن يصوت المجلس الذي يضم 15 عضوا على القرار الساعة 1600 بتوقيت جرينتش اليوم السبت.
ولم يتضح على الفور إن كان مشروع القرار سيحظى بتأييد واسع.
وقال دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه لـ” رويترز” إن النص سيجري دراسته عن كثب خلال الليل.
وزعزعت اشتباكات وقصف وغارات جوية الهدنة يوم الجمعة بعد فترة قصيرة من بدء سريانها عند منتصف الليل (2200 بتوقيت جرينتش يوم الخميس) بدعم من روسيا وتركيا وبدا أن العنف تصاعد في وقت لاحق يوم الجمعة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الأطراف مستعدة لبدء محادثات سلام من المقرر أن تعقد في أستانة عاصمة كازاخستان. وقالت وسائل إعلام رسمية سورية يوم الخميس إن المحادثات ستعقد “قريبا”.
وسأل صحفي السفير الروسي فيتالي تشوركين عما إذا كانت محادثات أستانة ستكون منافسة لمحادثات يخطط وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا لعقدها في جنيف في الثامن من فبراير شباط فقال إنه لا يوجد تعارض بينهما.
وأضاف قائلا “إذا نجحت تلك المحادثات فيمكن أن تنتقل إلى جنيف.”
وقال تشوركين للصحفيين في وقت سابق يوم الجمعة إن سبع جماعات مسلحة تمثل 60 ألف مقاتل وافقت حتى الآن على المشاركة في المحادثات وإن جماعات أخرى ستكون موضع ترحيب وإن جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) وتنظيم داعش غير مشمولين بوقف إطلاق النار.
وأضاف قائلا “كل أولئك الذين يريدون حقا الدخول في مفاوضات جادة مع الحكومة.. من يعتبرون أنفسهم معارضة لكنهم على استعداد للدخول في مفاوضات جادة مع الحكومة هم مرحب بهم للحضور إلى أستانة.”
وأسفرت جلسة مجلس الأمن التي بحثت مشروع القرار الروسي الليلة الماضية أسفرت عن تقديم الدول الغربية ثلاث توصيات لتعديله، وهي إضافة فقرة تنص على إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، وأن تجري مفاوضات السلام السورية في أستانة تحت رعاية الأمم المتحدة ، وإزالة كلمة “دعم” مجلس الأمن للاتفاقيات الموقعة بين روسيا وتركيا ووضع مصطلحات تدل على الاطلاع والترحيب بدلا منها.
ووزعت روسيا مشروع قرار معدلا بناء على التوصيات الثلاث، حيث وافقت على المقترحين الأولين، بينما لم تغير كلمة “دعم” مجلس الأمن للاتفاقيات التي سبق أن زودت روسيا وتركيا المجلس بنسخة منها.
ويؤكد مشروع القرار أن وقف إطلاق النار يشمل كل الأراضي السورية، باستثناء المناطق التي تجري فيها عمليات قتالية ضد تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام.
كما يقترح بدء مفاوضات أستانة يوم 23 يناير/ كانون الثاني المقبل استنادا إلى بيان جنيف -1 ، على أن تشكل المعارضة المسلحة وفدا مستقلا بحلول 16 من الشهر المقبل، وأن يشكل النظام وفده بنهاية الشهر الجاري.
ويتضمن المقترح تشكيل لجنة روسية تركية مشتركة تقدم مقترحات للأطراف حول مسؤولية الجهات المتهمة بارتكاب الخروق، وكذلك العقوبات على المخالفين، وأن يتمركز ممثلو اللجنة من الروس والأتراك في موسكو وأنقرة، وأن توجد بينهم خطوط تواصل مباشرة.