أنقرة (الزمان التركية): أعرب عمر توران أحد محامي رجال الشرطة المشاركين في حملة الفساد والرشوة في السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول عام 2013 والمتورط فيها بعض الوزراء ومسؤولي الحكومة التركية، عن قلقه إزاء حياة موكليه داخل السجون.
وأفاد توران في إحدى مشاركاته على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأنباء المتداولة في الصحف التركية مؤخرًا حول استعداد بعض المساجين للهروب تنذر بالاستعداد لتنفيذ حملة إعدامات.
كما أضاف توران أن أحد الروايات التي بلغت مسامعه تشير إلى أنه سيتم افتعال أعمال شغب داخل السجون وسيتم بث أقاويل بأنّ المساجين يحاولون الهروب، ثم ستُفتح الأبواب وسيتلقى الجنود تعليمات بإطلاق النار قائلًا: “السلطات تدرك جيدًا أنه سيتم الإفراج عنهم يومًا ما. لهذا يضعون خططًا لاتخطر على بال الشيطان بغرض منع حدوث هذا”.
أكذوبة “الإعلام الفاسد” حول وجود مخطط هروب من السجون
السجون التي تضم عناصر حركة الخدمة لم تشهد حتى اليوم أي عصيان أو تمرد على المعاملة أو سوء تفاهم ناجم عن ازدحام السجون، بل على العكس أقارب العديد من المعتقلين أوضحوا في مشاركاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن حراس السجون يتأثرون بالمعتقلين وتساءلوا بحيرة كيف يمكن لهؤلاء المعتقلين أن يصنفوا إرهابيين وأن البعض استغل هذه الوسيلة لكي يبدأ بأداء الصلوات الخمس.
ولابد أن هذا الهدوء أدحض افتراءات الفئة التي صنفتهم إرهابيين، إذ إن وزارة العدل أو جهاز المخابرات يمهدون الطريق لحملات تشويه جديدة من خلال تداول هذه الأنباء.
فموقع NTV المعروف بقربه من حزب العدالة والتنمية الحاكم، ذكر في خبره الخاص الذي نشره يوم الجمعة الماضي أن قوات الأمن كشفت مخطط هروب 5 آلاف و544 معتقلًا من سجن سينجان بالعاصمة أنقرة في اللحظة الأخيرة، حيث تم العثور على رسم تفصيلي وملاحظات مشفرة وخطط الهروب خلال حملة تفتيش داخل العنابر.
لكن الأمر لم يستغرق بضع ساعات كي يدرك الناس أنها أكذوبة. فقد تبين أن الرسومات الورقية البيضاء التي قدمتها وسائل الإعلام على أنها مخطط الهروب هي رسومات الدائرة الكهربائية التي يتم تدريسها داخل المدارس.
ما الهدف المحتمل لهذا الخبر؟
أبرز شخصيات الحكومة الائتلافية التي حكمت تركيا في تسعينات القرن الماضي كان وزير العدل في تلك الحكومة محمد آغار، وفي عهده ارتكبت مذبحة بحق المعتقلين السياسيين أصحاب الفكر اليساري داخل سجن “أولو جانلار”، وقُتل عشرة معتقلين سياسيين بحجة إضرابهم عن الطعام، فالحكومة التي لم تكترث للمساعي الرامية إلى إنهاء عميلة الإضراب عن الطعام والتي استمرت لأيام، دخلت بقوة الشرطة إلى السجن وفتحت النار على كل من وقف في طريقها.
وحاليًا تدور التساؤلات حول ما إن كانت السلطات التركية تخطط لتنفيذ الخطة عينها التي سبق وأن تم تنفيذها داخل أحد السجون خلال تسعينات القرن الماضي؟.
https://youtu.be/UImVKWE-sgc