مرسين (الزمان التركية): بعد قضائه 12 عاما في التدريس افتتح صابر كيليتش أصلان منفذا لبيع البرقوق ومنتجات القرية في مدينة مرسين جنوب تركيا وذلك بعد فصله من عمله بموجب مراسيم الطوارئ التي أصدرتها الحكومة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.
وعقب فصله من عمله بموجب أحد مراسيم الطوارئ الذي نُشر قبل ستة أشهر باشر كيليتش أصلان بيع البرقوق ومنتجات القرية في سوق بمقاطعة بوزجو بمدينة مرسين.
وبدأ كيليتش أصلان عمله الأول بعد الفصل نادلا في أحد المقاهي لكنه لم يستطع تخصيص وقت لأطفاله بسبب طول ساعات العمل لهذا قرر فتح منفذ بيع أمام منزله.
ويوضح كيليتش أصلان خلال حواره مع صحيفة “دوفار” التركية – وهو أب لطفلين أحدهما في السادسة من العمر والآخر يبلغ من العمر 9 أشهر – أنه يبيع البرقوق في السوق للاعتناء بأطفاله مشيرا إلى أنه مرفوع الهامة وناصع الجبهة بسبب ما حققه أثناء عمله مدرسا.
كما أضاف أصلان أنه قضى أوقاتا ممتعة على مدار 12 عاما من عمله في التدريس وقضى 5 سنوات في المدرسة الثانوية قاد خلالها طلابه لدورات الشطرنج وكان ينظم مسرحيات في أوقات الفراغ مفيدا أنه عمل مهذب متطوع في سكن للطلاب حيث كان يرافق الطلاب إلى فرق كرة القدم ويُعد الفرق الفلكورية من أجل فعاليات التاسع عشر من مايو. وأكد كيليتش أصلان أنه كان يقضي أوقات فراغه مع طلابه وأنه لم يندم أبدا لهذا مشددا على عمله بحب وإخلاص وتفان.
تحقيقات قبل عام ثم فصل
سبق وأن فُتحت تحقيقات بحق كليتش أصلان بسبب مشاركاته على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشير كيليتش أصلان إلى دفعهم ثمن حالة الطواريء التي أُعلنت عقب محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز مفيدا أنه حتى عام 2009 كان يقدم دروس تنمية لطلاب الثانوية وبعد العام نفسه تولى إدارة مدرسة ابتدائية غير أنه اضطر لتقديم استقالته قبل شهر من فصله الذي تم دون إظهار أية مبررات.
أنا هنا من أجل لقمة العيش
ويذكر كيليتش أصلان أنه راقب الباعة خلال الأيام الأولى من افتتاحه منفذ البيع في السوق لتعلم المهنة منهم مشيرا إلى مواجهته صعوبة بطبيعة الحال، كما أضاف كيليتش أصلان أنه يراقب طريقة تحرك وتحدث الباعة وأنه يجلس في مكانه دون التحدث باسلوب البيع مما يُظهر قلة خبرته نظرا لكونه عملا لم يسبق له وأن مارسه مؤكدا أن لكل شيء فن ولغة حديث خاصه به.
وأوضح أصلان أنه كانوا يتجنبون اللغة العامية ويتعاملون برسمية غير أن لغة السوق مختلفة مشيرا إلى مواجهته صعوبة بطبيعة الحال بسبب عدم انسجامه مع هذه اللغة.
وأفاد أصلان أنه يمارس هذا العمل من أجل كسب لقمة العيش والاعتناء بأطفاله.
لم أفقد الأمل أبدا
وفي إجابته على سؤال بشأن ما إن كان يحلم بالالتقاء بطلابه مرة أخرى شدد كيليتش أصلان على أنه لم ولن يفقد الأمل بالالتقاء بطلابه ومدرسته مرة أخرى لأنه لم يرتكب خطأ مضيفا أنه مرفوع الهامة وناصع الجبهة،
كما أوضح أصلان أنه يبحث عن حقه بكل الطرق القانونية وأنه بالعودة إلى الوراء يتبين أن لا أحد زعم أنه تهاون في أداء عمله.
هذا وذكر كيليتش أصلان أنه بعد يوم من فصله توجّه إلى مدرسته ونقل عمله من ثم عاد مؤكدا أنه لم يفعل شيئا يدفع الآخرين للحديث عن عمله أو شخصه في غيابه.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة التركية قد أبعدت آلاف من الموظفين الحكوميين بينهم المدرسين والأكاديميين من أعمالهم وذلك عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في منتصف يوليو الماضي فضلا عن اعتقالهم بتهمة الانتماء لحركة الخدمة.