أنقرة (الزمان التركية) – بدأت الجرائم المرتكبة في حق المعتقلين بتهمة الانتماء لحركة الخدمة تحت دعوى المشاركة في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في منتصف يوليو / تموز الماضي من دون دليل تظهر على السطح مع بداية المرافعات أمام القضاء.
وتشهد قاعات المحاكم حكايات وروايات رهيبة تكشف عن عمليات تعذيب تقشعر لها الأبدان يتعرض لها المتهمون بلا دليل خلال فترة الاحتجاز في مراكز الشرطة.
فقد شهدت محكمة الجنايات بمدينة كيريك قلعة محاكمة 48 معتقلًا على مدار ثلاثة أيام 15-16-17 فبراير/ شباط الجاري وقصص المعاملات غير الإنسانية التي تعرضوا لها.
أكد المعتقلون في أقوالهم أمام المحكمة أنهم تعرضوا للاغتصاب باستخدام العصي وخلع الملابس، والجلوس في مياه باردة لفترات طويلة، والاعتداء بالضرب على الوجه، والسباب وغيرها من أساليب الإيذاء النفسي، وسجلت المحكمة ما تعرضوا له خلال فترة الاحتجاز في مراكز الشرطة.
وبدأت عمليات التعذيب في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/ تموز الماضي، بتعليمات من مدير أمن مدينة كيريك قلعة حسن أونار. ثم وصلت إلى ذروتها في فترة تولي محمود تشرومولو منصب مدير أمن المدينة. في حين تتم عمليات التعذيب بحماية وحصانة من المدعي العام بالمدينة قاسم توتان.
كان المواطن “حسن كوبال آي” يعمل موظفًا في مدرسة “جونجا” الابتدائية، قبل أن يتم احتجازه في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ثم إرساله إلى مديرية أمن كيريك قلعة. مكث في مديرية الأمن 8 أيام، تعرض خلالها للتعذيب ليل نهار.
وعند النظر إلى أقوال المعتقلين حول أعمال التعذيب التي تعرضوا لها، تظهر أسماء مجموعة من رجال الشرطة تابعين لمديرية أمن كيريك قلعة يطبقون مختلف أساليب التعذيب المتّبعة في سجن “جوانتانامو” الشهير بالولايات المتحدة أوّلها تغطية وجوه المعتقلين ووضع أكياس على رؤوسهم ثم دفعهم إلى جدران أحد الممرات يمينًا ويسارًا، كما يحدث في معتقل جوانتانامو ولكنهم يستخدمون “جوالا” بدلًا من القميص وإدخاله أحد الدهاليز وتعريضه لكافة أنواع التعذيب للتأثير على حالته النفسية.
خلعوا عني ملابسي بالكامل
قال المواطن حسن كوباي، أحد المعتقلين في أقواله أمام المحكمة: “تعرضت للإهانة باستمرار. خلعوا عني ملابسي بالكامل إلى جانب شتى أنواع السباب. تعمدوا تغمية عيني وأذني وفمي، ودفعوني عاريًا في ممر، حتى أوصلوني إلى شيء يشبه البانيو. وضعوني في ماء بارد لمدة ساعة تقريبًا. ثم بدؤوا يضربونني. بعدها أعادوني مرة أخرى إلى الغرفة، ولكنني كدت أموت من البرد بالرغم من ارتدائي كل ملابسي والتغطي ببطانية”.
يا ليتهم قتلوني
وفي اليوم التالي، خلعوا عني ملابسي بالكامل مرة أخرى، وبدأوا بالضغط بقوة على أعضائي الجنسية أكثر من مرة. ومازلت أشعر بالألم نتيجة هذا التعذيب المهين بالرغم من مرور شهور عليه. ليس هذا فحسب، بل وضعوا عصا الشرطة في “مؤخرتي”، وجعلوني أخجل من إنسانيتي. يا ليتهم قتلوني بدلًا من فعل هذا بي.
ومرة أخرى أرسلوني بالطريقة نفسها إلى البانيو ووضعوني لساعات في الماء البارد، حتى أصابني المرض الشديد، بعد ذلك أرسلوني إلى المستشفى. أوضحت للطبيب أنني أتعرض للتعذيب إلا أنه كتب في تقريره أنني مصابٌ بالبرد فقط. وكنت أتعرض للضرب على وجهي وبقبضة اليد، فضلًا عن السباب والشتائم.
وهددوني بأنهم سيحتجزون زوجتي، وسيفعلون معها ما فعلوه بي، وأنهم سيصدرون قرارًا باعتقالها، وإرسال أطفالي إلى دار رعاية.
وضعوا كيسا على رأسي
وكان من بين المعتقلين أيضًا طبيب أسنان الأطفال يدعى “أردام”. أوضح أن رجال الشرطة وضعوا كيسا على وجهه وبدأوا بدفعه عاريًا في ممر، مشيرًا إلى عمليات التعذيب التي تعرض لها مثل غيره من المعتقلين: من الاستجواب عاريًا، والضرب، والاغتصاب، والسب، والوضع في المياه الباردة كالثلج لفترات طويلة، وكذلك تهديده باغتصاب زوجته. ونفى أردم الأقوال المنسوبة إليه مؤكدًا أنه وقَّع عليها تحت التعذيب.
أصبحت أخجل من إنسانيتي
كان “هارون أوزدمير”، معلمًا بوزارة التعليم، أحد المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب داخل مديرية أمن كيريك قلعة. أكَّد هارون أنه أصبح يخجل من إنسانيته مقدمًا للمحكمة شرحًا مفصلًا لما تعرض له على يد رجال الشرطة.
فقد أوضح أنه تعرض للاغتصاب باستخدام عصا الشرطة الغليظة وتعرض للضرب والسباب وخلعت عنه ملابسه بالكامل ووضع في المياه الباردة لفترة طويلة، كغيره من المعتقلين.
إلا أن كل هذه الحكايات المرعبة لم ترقق قلب المحكمة على الضحايا، وقررت الإفراج عن 18 فقط من 48 معتقلًا، علمًا بأن بعضهم يقبع في السجن منذ 5 أشهر والآخرين منذ 6 أشهر.
تركيا، جوانتانامو، تعذيب، سجن، حركة الخدمة، محاولة انقلاب