القاهرة (الزمان التركية) – يؤكد الأزهر الشريف مرارا وتكرارا للعالم أجمع أن الأديان السماوية تؤكد تحريم سفك دماء الأبرياء والعدوان عليهم.
جاء ذلك في ندوة عقدتها كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر أول أمس الثلاثاء بعنوان “الجماعات المتطرفة تحت مجهر مرصد الأزهر” حضرها فضيلة الأستاذ الدكتور ( عادل عبدالعال خراشي ) عميد الكلية والدكتور ( محمد عبدالفضيل ) المنسق العام للمرصد.
تناولت أهمية التصدي لهذه الفرق الضالة والحلول المقترحة للتصدي لهذا التطرف.
تناول الدكتور ( عادل عبدالعال ) كلامه حول الفكر المتطرف .. وقال – في خلال حديثه – إن من أخطر ما يواجه عالمنا اليوم الجماعات المتطرفة تلك الجماعة اللاإنسانية لها التي تعاند الإنسانية جمعاء والله والدين منهم براء.
وأكد فضيلته أن السبب فى إنشاء تلك الجماعات عامل الجهل لاسيما الجهل بالدين فليس صحيحا أن الدين هو مصدر التطرف كما يزعم البعض ويتكلم أنها تتكلم باسم الدين ولكن نذكر أن الجهل بالدين هو أقوى مجال التطرف.
وذكر أهم نقاط سبل مكافحة هذه الجماعات
- ضرورة مساندة المؤسسات المعتمدة حتى يتسنى لها الاعتماد في هذا المجال وعلى رأسها الأزهر الشريف
- تنقية التراث من الفكر الداخلي
- الاهتمام بالإعلام الديني لنشر الوعي الديني وللإعلام دوره في توجيه الناس للطريق الصواب تجاه الدين ومكافحة تلك الفرق الشاردة
- الاهتمام بالأنظمة التعليمية وتخريج شباب يمتلكون عقولا راسخة
- ضرورة تعديل قانون الإجراءات الجنائية فيما يتعلق بتوقيع العقوبة على أصحاب الفكر الضال والمتطرف.
ومما لا شك فيه أنه حين يتم توقيع عقوبات رادعة على أصحاب تلك العقول نستطيع أن نمنع هؤلاء من الانحراف باسم الدين* والدين منهم براء*
وبدأت كلمة الدكتور (محمد عبدالفضيل ) المنسق العام للمرصد
الذي أكد أن الجماعات المتطرفة تعتمد في خطاباتها على منهج مضلل وكاذب لتبريرها لأعمال العنف من خلال الاستدلال بنصوص قرأنية دون فهم النص صحيحا كقوله تعالى *بسم الله الرحمن الرحيم* (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزيهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) صدق الله العظيم { سورة التوبة }
وأية اخرى *بسم الله الرحمن الرحيم* (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) صدق الله العظيم { سورة البقرة }
ونسوا أن هناك أيات تفيد بالتزام المعاهدات بين المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب وحسن المعاملة لهم وأيضا حسن الجوار وجاءت السنة المشرفة لتؤكد الالتزام بالتخلق بأخلاق النبى الكريم (صلى الله عليه وسلم) الذي أمر بحسن معاملة الناس أجمعين سواء كانوا مسلمين أو أهل الكتاب.
والدليل من القرآن *بسم الله الرحمن الرحيم* (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون ) صدق الله العظيم { سورة التوبة }
وأضاف أنه لا يمكن لمؤسسة أو هيئة واحدة مواجهة هذه الجماعات وأن السبيل الوحيد هو توحيد الصفوف والاهتمام بأنظمة التعليم ونشر ثقافة الوعي والتسامح بين الأخرين.
كما شهد للمرصد (مرصد الأزهر) بأن الأعوام الثلاثة الأخيرة شهدت تنامي هيمنة التنظيمات الإرهابية بهدف إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة وفق منظومهم المضلل .. مشيرا إلى أن تلك التنظيمات تسلط تركيزها دائما على الشباب الذي لم يحصل على عمل حتى يتمكنوا من إرسال تلك الأهواء إلى عقله بهدف إصلاح الدين وهى في الأصل ليس لها علاقة بالدين .. فالدين صريح يرشدنا إلى حسن المعاملة وعدم إيذاء الناس ولو كانوا هؤلاء الناس من أهل الكتاب أو غيرهم.
الحلول المقترحة للتصدي لهذا التصرف :
لاهية الأمن في نظر الإسلام فقد جعله ركنا أساسيا من واجبات الدول.
إن الأمن العام هو الذي تطمئن إليه النفوس وتنشر فيه الهمم ويسكن فيه البرئ ويأنس فيه الضعيف.
*التطرف قد يكون فكرة متطرفة موجودة في عقل الإنسان* وقد تكون تجاه شخص مقرب لك أو صديق يستطيع بفكره أن يؤثر في عقل ذلك الشخص.
الحلول المقترحة في الندوة
- استلزام التوعية الدينية والتنشئة الدينية القائمة على المحبة والمودة والتسامح بين الأفراد وغيرهم
مسؤلية الأسرة في تربية الشباب من الطفولة للاندماج مع المجتمع الصحيح المبني على اتباع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي تحض على احترام الغير صغيرا أو كبيرا فهى عامل كبير ذو أهمية بالغة فيلزم منه التوجيه الصحيح وعدم الإفلات الذي يقود إلى المصائب
- التعليم ومما لا شك فيه أن التعليم له دوره البارز في نشر الثقافة والحضارات وإدراك الصواب والخطأ وللعملية التعليمية دورها الجليل في توعية الأبناء والأطفال فهى بمثابة التقويم للشخص في شئونه المادية والمعنوية لتحظى به إلى طريق الصواب والنجاح.
- وسائل الإعلام : الإعلام له جزء لا يتجزأ من المسؤولية المشتركة حيث يقع عليها جهود التوعية المبكرة لتوعية الفكر لدى الشباب
ووجه العاملون بالمرصد دور كل فرد فى إصلاح المجتمع بالكلمة الطيبة وحسن الخلق فكل شخص مشترك في الأمر الذي يستوجب إصلاح عقول الناس والبعد عن الجماعات المتطرفة وحتى لو وقع في مناقشة عليه الصبر واتباع الكلمة الطيبة في ذلك الحوار وياحبذا البعد عن هؤلاء وأفكارهم المتدنية والضالة التي ما أنزل الله بها من سلطان.
فعلى الشخص التأسي بأوامر النبى صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث الشريف
(تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الختام أسال الله تعالى أن يهدينا جميعا إلى طريق الحق المستقيم إنه على كل شئ قدير
والله الموفق.