القاهرة (الزمان التركية)- أثار موقف عمر فاروق كوركماز مستشار رئيس الوزراء التركي الذي عبر عنه خلال لقاء مع إحدى قنوات الإخوان المسلمين المتمركزة في إسطنبول وتأكيده أن جيش مصر جيش وطني ويجب دعمه في مواجهة الإرهاب العديد من التساؤلات حول التباينات التي طفت على السطح في الفترة الأخيرة داخل نظام الحكم في تركيا ووجود أجنحة تختلف فيما بينها بشأن العلاقات مع مصر.
كوركماز أحرج مقدم البرنامج، وهو مصري، أكثر من مرة عندما سأله عن أسباب عدائه لجيش بلاده وعن حجم تمثيل جماعة الإخوان المسلمين في الشارع المصري وعن مدى تأثير قنواتهم في الشارع المصري، وذلك عندما ألح مقدم البرنامج عن سؤال لماذا أصدرت الخارجية التركية بيانا تستنكر فيه مقتل عدد من الجنود في سيناء على يد الإرهابيين وحاول تصوير البيان على أنه تغيير في موقف تركيا تجاه مصر.
وقالت صحيفة ” اليوم السابع المصرية في تقرير لها: “يبدو أن العلاقات الإخوانية التركية بدأت تأخذ مسارا مختلفا، والذى ظهر جليا بعد إحراج مستشار رئيس الوزراء التركى لأحد مقدمى البرامج بأن جماعة الإخوان ليس لها أى تمثيل فى الشارع، حيث تخرج من آن لآخر، تصريحات من مسؤولين أتراك يعلنون أنهم يسعون للتقارب مع مصر، إلا أن رجب طيب أردوغان الرئيس التركى هو الذى يصر على دعم أنقرة للإخوان المسلمين”.
وأوضحت تصريحات عمر فاروق كوركماز، مستشار رئيس الوزراء التركى، التى صدمت جماعة الإخوان المسلمين، بعدما قال خلال استضافته بإحدى القنوات الإخوانية التى تبث من تركيا، أن تركيا تسعى لإصلاح علاقاتها مع مصر، وأن السعودية ستساهم فى إصلاح هذه العلاقات بشكل كبير، كما أنها ستصب فى صالح المصريين، مشددا على أن جماعة الإخوان ليس لها أى تأثير فى الشارع المصرى.
وانتقد كوركماز، تأخر الخارجية التركية، فى إدانة عمليات الإرهاب فى مصر قائلا: “إن الخارجية التركية تأخرت كثيرًا فى إصدار بيانات إدانة وتعزية للقوات المسلحة المصرية فى استشهاد جنودها، متابعا:”تأخروا لكن هناك تحسن فى موقفهم الآن، وهم إذا تأخروا أخطأوا كان يجب أن يعلنوا الأمر مبكرا أكثر، لكن ربما هناك تغير أكبر فى بعض المواقف”.
وبحسب اليوم السابع، كشفت تصريحات مستشار رئيس الوزراء التركى عن الأجنحة المتصارعة داخل تركيا حول بقاء الإخوان المسلمين فى المشهد، ومن يدعو لتهميشهم وتقريب العلاقات مع مصر، حيث يعد الجناح الذى يدعو للتقارب مع مصر يضم كلا من على بن يلدريم رئيس الوزراء التركى، وعمر فاروق كوركماز مستشار رئيس الوزراء التركى، ووزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو.
بينما يمثل الجناح الآخر الذى يدعم الدفاع عن الإخوان، رجب طيب أردوغان، الرئيس التركى الذى يقف وحيدا فى فى دعمه للإخوان، وهجومه على مصر، واشتراطه الإفراج عن قيادات الجماعة مقابل تقريب العلاقات بين أنقرة والقاهرة.
وسبق أن انتقد كوركماز بشدة جماعة الإخوان المسلمين بسبب تصرفات بعض قياداتها خلال مؤتمر ” شكرا تركيا” منذ أشهر عندما بالغوا في مدح أردوغان وقالوا إنه خليفة المسلمين الجديد، مطالبا كل من يردد مثل هذه العبارات بألا يحاول تصدير المشاكل التي يعانيها في بلده إلى تركيا لأن ذلك يحمل إساءة إلى تركيا كبلد ديمقراطي.
وعلق هشام النجار، الباحث الإسلامى بأن تركيا الآن تعيد حساباتها فى المنطقة وترى أن جماعة الإخوان هى من ورطتها فى المستنقع بتصوير مدى قوتها وجماهيريتها فى الداخل السورى على غير الحقيقة مما نتج عنه ظهور تركيا كعاجزة وضعيفة اقليمياً غير قادرة على تحقيق ما اظهرته من حتمية تغيير النظام السورى، وتصعيد الإخوان للسلطة.
وأضاف الباحث فى تصريح لـ”اليوم السابع”: “تركيا تعلمت الدرس وبالتالى لا تريد ولا ترغب فى تكرار تلك التجربة مع الإخوان فى مصر، ووضع تركيا مع الإخوان منذ عام وما قبله مختلف تماماً عن مواقفها الآن وان استمرت فى احتضان الجماعة وتوجيهها”.
واستطرد:”تركيا بعد أن كانت ورقة فى يد الإخوان المسلمين والتنظيم الدولى صارت جماعة الإخوان ورقة بيد تركيا توظفها عسكريا فقط فى ميادين القتال أما سياسياً وملف استلام السلطة فهذا لم يعد فى جدول اهتمامات تركيا”.
من جانبه قال صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة الوسطية، أن الدول تربطها مصالحها فقط، وهو ما تتبعه تركيا مع جماعة الإخوان المسلمين، ومصر دولة كبيرة ولها ثقلها على جميع الأصعدة، موضحا أن تصرفات النظام التركى فى الآونة الأخيرة هى التى تسببت فى توتر العلاقات ومصر ليست بالدولة الصغيرة التى يمكن لتركيا الاستغناء عنها بل على العكس فإن تركيا هى المتضررة من سوء العلاقات بين البلدين.
وأضاف مؤسس الجبهة الوسطية أن دور الإخوان المسلمين حتى الآن لا يتجاوز الكومبارس او السنيد فى المشهد الحالى متى انتهت المرحلة وعادت العلاقات إلى طبيعتها فإنهم أول من ستتم التضحية به، متابعا:”أعتقد أن القيادات على علم بذلك، لذا فمعظم القيادات وأبناؤهم يحملون جنسيات غربية تحسبا لأى تحسن فى العلاقات بين مصر وتركيا”.
واستطرد: “يجب ألا ننسى دور الدبلوماسية المصرية وانضباطها والذى أسهم بشكل كبير فى ضبط إيقاع العلاقات بين البلدين على الرغم من تجاوزات المسؤولين الأتراك فى بعض الأوقات”.
https://youtu.be/7L4qARIgMnU