أنقرة (الزمان التركية) احتل حادث اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف الذي وقع أول من أمس الاثنين مساحة كبيرة من اهتمام البرامج السياسة إلى جانب تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتركيز على التداعيات المحتملة للحادث على العلاقات بين تركيا وروسيا.
وقال اندريا استيانوف المحلل السياسي الروسي في برنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة البلد “إن هناك ثلاث فرضيات حول هذا الحادث الأول منها: أن يكون جبهة النصرة أو داعش هي من تقف خلف هذا الحادث، أما الفرضية الثانية: فهو أن يكون من أعداء الرئيس أردوغان شخصيا ويحاول من خلال هذه الحادثة تشويه سمعة أردوغان ونسف العلاقات بين روسيا وتركيا، أما الفرضية الثالثة: هناك احتمال تورط بعض المخابرات الأوربية وخاصة المخابرات الأمريكية”.
واعتبر الصحفي والمحلل السياسي التركي يافوز أجار خلال مشاركته في برنامج “ما وراء الحدث”: أن أردوغان مسؤول أمنيا وسياسيا عن هذا الحادث، لأنه قد صرح قبل ذلك أن الدول هي المسؤولة الأولى عن أمن بلادها وأمن الجاليات الأجنيبة المقيمة فيها، وأن هناك تقصيرا أمنيا ملحوظاً في الأونة الأخيرة في تركيا”.
وأشار الصحفي السوري رائد جبر المقيم في موسكو خلال مداخلته مع نفس القناة، أنه يستبعد أن تكون تركيا متورطة في هذا الحادث لأن هذا الحادث يختلف جوهريا عن الحادث السابق وهو إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر 2015، لأنه في الحادثة الأولى كان هناك قرار سياسي وعسكري من تركيا لقطع العلاقات مع روسيا، أما في هذه الحادثة فهناك تقارب كبير بين البلدين ونشهد هذا التقارب في اتفاق حلب، ولكن هناك أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة كيف لسفير دولة بحجم روسيا مستهدف في تركيا ولا يكون مؤمنا، وكيف لرجل يدخل ويقف خلف السفير كثيرا من غير أن يلفت الأنظار أو حتى يسأله أحد من أنت؟ نعم هناك قصور أمني كبير موجود في تركيا.
وفي السياق نفسه قال محمد حامد الباحث في الشأن التركي، في إطار تعليقه على الاتهامات المرسلة الموجهة إلى حركة الخدمة، خلال مداخلة هاتفية مع قناة الحياة “إني أستبعد أن تكون حركة الخدمة ضالعة في هذه الحادثة”، زاعماً أن هناك توقعات واحتمالات بتورط الولايات المتحدة الأمريكية في اغتيال السفير الروسي بتركيا، وأن روسيا قررت إرسال لجنة تحقيق تشارك النظام القضائي التركي “المسيس” لتقصي الحقائق في حادث مقتل السفير. وأضاف الباحث المصري أن هذا الحادث يمثل صفعة قوية جدا للحكومة الروسية، ولا يمكن لتركيا أن تمثل دور الضحية، لأنها فشلت في حماية البعثات الدبلوماسية على أرضيها.