أنقرة ( زمان عربي): سيشهد يوم ال26 من شهر يونيه/حزيران الجاري اللقاء الأخير بين تركيا وإسرائيل. حيث سيعلن الطرفان اتفاقهم النهائي وتوقيع اتفاقية ستضمن تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين في يوليو/تموز القادم.
فإسرائيل، التي سبق لها وأن اعتذرت عن حادثة مافي مرمرة ووافقت على دفع تعويضات لضحايا الحادث، ستخفف الحصار المفروض على قطاع غزة تنفيذا لرغبة تركيا. حسنا هل تطمئن مثل هذه النتائج ضحايا سفينة مافي مرمرة؟ وكيف يُقيِمون الاتفاق بين تركيا وإسرائيل؟ وهل يشعرون بالرضا عن رفع الحصار على قطاع غزة ولو بشكل جزئي؟
في حديث له مع إذاعة راديو سبوتنك بشأن هذا الموضوع تناول عضو مجلس إدارة هيئة الإغاثة الانسانية التركية وعضو مجلس حقوق الإنسان في رئاسة الوزراء التركية ومحامي ضحايا حادثة مرمرة جولدن سونماز الموضوع على النحو التالي:
” في الواقع بالنسبة لنا أي من وجهة نظر منسقي مافي مرمرة والضحايا لم يحدث تغيرا كبيرا. فكما قلنا من قبل نحن لا نرى أنه من الصائب توقيع اتفاقا في ظروف كهذه. مبدئيا اسرائيل تشترط إسقاط الدعاوي القضائية ضدها ونحن لن نسقط الدعاوي القضائية ولن نتنازل عن أي من قضايانا. القضية الثانية هى قضية الحصار على غزة. في الواقع رفع الحصار عن غزة أو تحفيفه يمكن أن يتم فقط من خلال إيصال المساعدات إلى ميناء غزة وتوفير إمكانية السياحة والتجارة الحرة لسكان القطاع. في حين أن ما يتم مناقشته اليوم هو إرسال المساعدات عبر ميناء أشدود.
هذا لايعني أبدا تخفيف الحصار على القطاع أو رفعه. بل على العكس هذا يعني تشريع الحصار على القطاع. ولهذا إن كان الحديث عن إتفاق في هذا المحتوى فنحن نرى أنها اتفاق لايمكن قبوله بالنسبة للمشاركين في مهمة مافي مرمرة. فاسرئيل هى الطرف المعتدي في المياه الدولية وهى من يجب أن يدفع ثمن الجرائم المرتكبة. إن كانت تريد تطبيع العلقات مع تركيا فلابد أن تدفع ثمن العديد من الأمور لا أن تقدم مطالب. فمن ناحية تطرح بطاقة تتعلق بالعلاقات مع حماس ومن ناحية أخرى يظهر طلب إسقاط الدعاوي القضائية ضد الجنود الإسرائيلين. وتقول أنها ستدفع تعويضات في مقابل هذا.
الجميع ينسى أن هجوم إسرائيل هذا كان هجوم يعد جريمة حرب في مياه دولية. وأن عشر أشخاص لقوا حتفهم نتيجة لهذا الهجوم. وهناك أكثر من خمسين مصاب بإصابات خطيرة ومساعدات تم الاستيلاء عليها وأشخاص تم حبسهم وسفن ومستلزمات تم الاستيلاء عليها عنوة. وكمقابل لكل هذا تسعى اسرائيل بالنجاة من هذا بدفع تعويضات تقدر بعشرين مليون دولار بل وتحقيق مكاسب أخرى. هذه مفاوضات حمقاء وخاطئة. إن كان سيتم الحديث عن مفاوضات فهى تطبيع العلاقات بعد مفاوضات عادلة أي بعد مفاوضات ستدفع اسرائيل إلى دفع ثمن أفعالها.
إذا دعونا نعتقد بأنه لا أمن لأي شخص ولأي سفينة في المياه الدولية لأي دولة. إذا هل هذا يعني أن بإمكان من سيدفعون الثمن مهاجمة بعضها البعض وتولى أمر الجرائم الموصوفة بأنها جرائم حرب؟ كيف ستقرئون هذا؟ هذا بالتأكيد أمر غير مقبول. نحن نتحدث عن توطين مفاوضات خاطئة. هل هناك شئ سيحدث فرقا بالنسبة لنا؟ بصراحة لايوجد شئ سيحدث فرقا بالنسبة لنا. نحن لم نشرك دعواتنا القضائية ولا هذه العملية في تلك المفاوضات ولم نسمح بهذا.
إن توصلت الأطراف لإتفاقية كهذه بأي شكل من الأشكال فإن هذه الاتفاقية ليس لها علاقة بضحايا مافي مرمرة وحتى لو تم الترحيب بتقديم تعويضات مقابل التنازل عن الدعاوي القضائية فإن أسر الشهداء لن تقبل هذه التعويضات”.