واشنطن (الزمان التركية): ذكر وزير العدل التركي بكر بوزداغ أول من أمس أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أقر خلال لقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تلقي الجانب الأمريكي أدلة مادية فيما يخص طلب إعادة فتح الله كولن إلى تركيا.
غير أن الصحفي التركي المقيم في واشنطن إلهان تانر أعلن من خلال حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تكذيب البيت الأبيض للأمر، حيث أفاد تانر أن طاقم جو بادين أجاب على السؤال عبر رسالة إلكترونية بقولهم: “نائب الرئيس الأمريكي قال إن الخبراء الحقوقيين يدرسون طلب الإعادة ولم يشِر إلى وجود أدلة مادية”.
وتطالب أنقرة السلطات الأمريكية باعتقال فتح الله كولن “احترازيا” حتى ولو لم يتم إعادته على الفور.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونائبه جو بايدن أكدا خلال تصريحاتهم بهذا الصدد على العملية الحقوقية، مطالبين الحكومة التركية بتقديم أدلة مادية.
يشار إلى أن أردوغان كان انتقد أثناء لقائه ممثلي مؤسسات المجتمع المدني في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بمدينة نيويورك الأمريكية، مطالبة واشنطن لتركيا بتقديم الأدلة المادية التي تثبت وقوف كولن وراء الانقلاب الفاشل حتى يمكن محاكمته وإعادته بقوله: “طالبت الولايات المتحدة بتسليم إرهابي مسجل على الوثيقة الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي التركي. لكنكم لا تزالون تقاومون. تقولون بضرورة المحاكمة. عن أي محاكمة تتحدثون؟ هل يجب علينا محاكمة إرهابي في المحكمة؟ تقولون إن معه بطاقة خضراء. هل من الصعب إبطال البطاقة الخضراء في الوقت الذي يسهل فيه إسقاط المواطنة عن الأفراد؟”.
وفي إطار تعليقه على تصريحات أردوغان، نشر الكاتب الصحفي يافوز أجار تغريدة، خاطب فيها أردوغان بقوله: “من هو الإرهابي؟! أهو من يطالب بتحقيق دولي للكشف عن المجرم الحقيقي المسؤول عن الانقلاب.. أم هو ذلك الذي يقول على طريقة المافيا “سلموه لي لكي أتحاسب معه دون إخضاعه لأي محاكمة محلية أو دولية”؟
وتابع موجها خطابه لأردوغان قائلاً: “كولن ليس إرهابياً، لكنك تتهمه بالإرهاب، لذلك هو يستحق المحاكمة على الأقل! لكنك خصم له، والمحاكم التركية كلها تابعة وخاضعة لك، لأنك أغلقت المحاكم العاملة في تركيا منذ عشرات السنين بعد أن أصبح نجلك بلال ووزراؤك متهمين في إطار قضية الفساد والرشوة عام 2013، ثم أسست محاكمَ جديدة تحت اسم محاكم الصلح والجزاء، وعينت عليها قضاة مبايعين لك، ووصفت تلك المحاكم بـ”المشروع” الذي سيخدمك. وأول ما قامت به هذه المحاكم هو إغلاق ملفات الفساد واعتقال رجال الشرطة والقضاة المشرفين على هذه القضية، وإطلاق عملية “مطارة الساحرات” ضد أفراد حركة الخدمة والأستاذ كولن. وبسبب أن القضاء بات مسيساً وتابعاً لك مباشرة، فإن الأستاذ كولن تحداك وطالبك والمجتمع الدولي بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في التهم الموجهة إليه، بما فيها الانقلاب الأخير، دون أن يهرب أو يكتفي بالرفض المجرد للاتهامات.. ومضى أكثر من شهرين وأنت ساكت وصامت وهارب! لماذا؟ لماذا لا ترضى بالتحقيق الدولي في هذا الانقلاب؟ بالله عليكم من هو الإرهابي؟! أهو من يطالب بتحفيق دولي للكشف عن المجرم الحقيقي المسؤول عن الانقلاب.. أم هو ذلك الذي يقول على طريقة المافيا “سلموه لي لكي أتحاسب معه دون إخضاعه لأي محاكمة محلية أو دولية”؟ من هو الإرهابي فليجب أصحاب الضمائر!!”، على حد تعبيره.