بقلم: علي عبد الله التركي
أنقرة (الزمان التركية) -اتخذت السلطات التركية قرارا بشرح مفهوم “الجهاد” لطلاب مدارس الأئمة والخطباء اعتبارا من الصف السابع ضمن المناهج التعليمية التي عملت عليها وزارة التعليم التركية لفترة طويلة.
وتقرر تدريس التاريخ القريب والمحاولة الانقلابية للطلاب ضمن المناهج التعليمية التي كشف عنها وزير التعليم عصمت يلماز بجانب حذف موضوع التطور وتقليص الموضوعات المتعلقة بحياة أتاتورك.
كما ذكرت صحيفة “جمهوريت” أنه سيتم تناول مفهوم الجهاد وقضايا الحقوق والحريات الأساسية وحب الوطن في إطار درس المعلومات الدينية الأساسية الذي تم إعداده لطلاب الصف السابع بمدارس الأئمة والخطباء الإعدادية. وفي الصف الثامن سيتم تناول موضوع “النضال في سبيل الله: الجهاد” ضمن وحدة “طاعة الله وعبادته”.
تدريس الجهاد لطلاب المدارس الإبتدائية
يتم أيضا تدريس الجهاد في جلسات جمعية الأناضول الشبابية التي تنظم فعاليات داخل المدارس بتوقيعها بروتوكولا مع الإدارات التعليمية. فمنذ فترة طويلة تمارس جمعية الأناضول الشبابية – المعروفة بقربها لحزب السعادة – دعاية دينية داخل المدارس الإبتدائية والثانوية بفضل البروتوكول الذي قام بتوقيعه مع الإدارات التعليمية، حيث تقوم بنصب المنصات وتوزيع المنشورات وتنظيم المسابقات الدينية.
وأثناء إجرائي بحثا عبر الإنترنت لجمع معلومات عن الجمعية لفتت انتباهي الصور التي ظهر فيها لافتة “الحياة والإيمان والجهاد” تم تعليقها على جدار أثناء فعالية دينية للأطفال.
كما ظهر في صورة توزيع منشورات كتب عليها “الحياة والإيمان والجهاد” و”المسلم لا يحتفل برأس السنة الميلادية” و”لا تنس أن بابا نويل يلقي اللعب على أطفاله من السماء بينما يلقي القنابل على الأطفال المسلمين” و”اللهم ارزق الأطفال الذين يركضون إلى المدرسة عند قرع الجرس الركض إلى المسجد عند الأذان” على أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و9 سنوات.
وفي تصريحاته لصحيفة أفرنسال بشأن الموضوع أوضح الأستاذ الدكتور سردار ديرمانجي أوغلو أن الجمعية تعمل منذ فترة كالجناح الشبابي لحزب العدالة والتنمية قائلا “التدقيق بعناية يعد كافيا لفهم مضمون وهدف أعمال الجمعية. الجمعية وتيار الإسلام السياسي الذي تمثله يصارعون منذ فترة طويلة لخلق أسطورة انتصار إيماني. وتم اختيار انتصار شانق قلعة ومحمد عاكف أرصوي كوسيلة لهذا، فمن خلال هذه الأسطورة الجديدة والقوية يسعى لخلق جنود لسياسة الموت التي يواصلها النظام الحالي”.
كما أشار ديرمانجي أوغلو إلى رغبة الجمعية في أن يعيش الأطفال حياتهم في ظل الجهاد والإيمان بقوله “الجهاد هنا لا يعني التصدي للشرور خلال الحياة اليومية، بل يعني حربا فعلية من أجل الانتصار الإيماني. تروى أسطورة إلى الأطفال على أنها حكاية ويرغب في جعل كل طفل جنديا. الأطفال ليسوا سوى جنود سيزج بهم في الحرب. الأطفال الذين يخرجون إلى الطرقات رافعين الشعارات التي منحت لهم ينظر إلى كل منهم على أنه جندي يفعل ويكرر ما يملى عليه مثل ببغاء. هؤلاء الجنود سيشكلون أجيالا متدينة وحاقدة يجب عليهم أن يكونوا مستعدين للحرب عندما يستدعيهم الزعيم. وسيحدد الزعيم أين ستقام الحرب وموعد قيامها ومن ستقام ضده. فعاليات وخطابات “النصر للإسلام” و”شهداء الديمقراطية” التي تقام حاليا في كافة مدارس تركيا هى جزء من هذه السياسة”.
منح أطفال أيتام أسلحة لعبة ودعوتهم للجهاد
خلال ليلة المساعدات التي نظمها من أجل الأطفال اليتامى، منح فرع هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) في مدينة كوجالي والمعروف بقربها لحكومة العدالة والتنمية الأطفال اليتامى أسلحة وسيوف لعبة وحاول حثهم على الجهاد.
وفي الليلة التضامنية مع الأطفال اليتامى التي نظمتها هيئة الإغاثة في مساء اليوم الذي نفذ فيه تنظيم داعش الإرهابي هجوما انتحاريا في شارع الاستقلال قامت الهيئة بتوزيع أسلحة لعبة على الأطفال الذين صعدوا على المسرح وجعلتهم يردوون عبارات تحث على الجهاد.
وقام أغلب الأطفال الذين صعدوا على المسرح بتحية المشاركين رافعين إشارة رابعة.
وكان الكاتب وأستاذ العلوم الإسلامية إحسان ألي أتشيك قد انضم بعد الكاتب التركي الإسلامي المعروف مصطفى إسلام أوغلو إلى صفوف الشخصيات الإسلامية التي تنبه إلى منابت ومصادر دوافع انتشار الفكر الداعشي في تركيا وتسلط الضوء على خطورة المناهج الدراسية المطبقة في المدارس والجامعات الدينية الرسمية.
وفي حديثه على قناة TELE1، أوضح ألي أتشيك أن الشاب الذي يدرس في كليات الشريعة ومدارس الأئمة والخطباء حاليا هو شخص محتمل تحوله إلى داعشي بعد فترة، نظرا للأفكار والتصورات المطروحة في المناهج الدراسية والكتب المقررة، لافتا إلى أن منفذ هجوم ملهي رينا الليلي الذي راح ضحيته 39 شخصا هو أجنبي قدم من الخارج، غير أن تركيا تضم أشخاصا يمكنهم تنفيذ مثل هذه الهجمات.
كما أن مصطفى إسلام أوغلو، أحد الكتاب الإسلاميين المعروفين والمفضلين لدى أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس رجب طيب أردوغان، كان قد وصف مدارس الأئمة والخطباء الدينية التي تخرج منها أردوغان وكليات الشريعة في تركيا بـ”مؤسسات تخرج الدواعش”، ذلك في تغريدة نشرها إسلام أوغلو في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، حيث قال فيها إن تركيا ستواصل تنشئة وإخراج الدواعش طالما لم يتم تغيير المناهج التعليمية لمدارس الأئمة والخطباء وكليات الشريعة.