واشنطن (الزمان التركية) – ذكر مسؤولون أميركيون أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون سيلتقي كبار المسؤولين الأتراك في أنقرة هذا الأسبوع لإجراء محادثات قد تكون حاسمة في الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الرقة السورية معقل تنظيم “داعش”.
وتطالب تركيا الولايات المتحدة بالتخلي عن تحالفها العسكري مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً مسلحاً في تركيا منذ أكثر من ثلاثة عقود.لكن واشنطن ترى أن المقاتلين الأكرد سيلعبون دوراً رئيسياً في حملة استعادة الرقة، ويعمل هؤلاء المقاتلون مع مقاتلين عرب في تحالف قوات “سوريا الديمقراطية” الذي تدعمه الولايات المتحدة.
وتريد تركيا، دلا عن ذلك، أن تعتمد الولايات المتحدة على جماعات سورية عربية تدعمها أنقرة في حملة استعادة الرقة التي يغلب على سكانها العرب، لكن الاقتراح لم يقنع المسؤولين الأميركيين إذ أنهم غير واثقين من حجم وتدريب المقاتلين العرب المدعومين من تركيا.
وقال مسؤول كبير طلب عدم نشر اسمه: “نحتاج أولاً العمل على التفاصيل مع تركيا.”
ويضع القرار رغبة الرئيس دونالد ترامب في تحقيق انتصارات سريعة في ساحة المعركة في مواجهة الحاجة على الحفاظ على تحالف استراتيجي طويل الأمد للولايات المتحدة مع
تركيا، الحليفة في حلف شمال الأطلسي التي تتيح للولايات المتحدة قاعدة جوية هامة لشن ضربات جوية في سوريا.
ويبدو أن حملة الرقة تكتسب زخماً مع اقتراب الجهود المتداخلة المدعومة من الولايات المتحدة في العراق من طرد “داعش” من مدينة الموصل.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، أمس الجمعة 24 مارس/آذار 2017 إن معركة استعادة الرقة ستبدأ على الأرجح خلال الأيام القادمة.
وكان قائد وحدات “حماية الشعب” الكردية قال لوكالة رويترز الأسبوع الماضي إن الهجوم سيبدأ في أبريل/نيسان وإن الوحدات ستشارك.
ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أن هذا الجدول الزمني شديد التفاؤل ويشيرون إلى أن الانتهاء من معركة رئيسية جارية لاستعادة السيطرة على سد الطبقة على بعد 40 كيلومتراً إلى الغرب من الرقة قد تستغرق أسابيع.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أيضاً إن الولايات المتحدة لم تتخذ قراراً بشأن تشكيل قوة الهجوم الذي تدعمه في الرقة.
ويأتي اجتماع تيلرسون في أنقرة بعد اجتماع لشركاء التحالف البالغ عددهم 68 في واشنطن هذا الأسبوع، حيث اتفقوا على تكثيف العمليات ضد “داعش” بما في ذلك في سوريا.
وخلال الاجتماع الذي جرى يوم الأربعاء قال تيلرسون إن الولايات المتحدة ستعمل على إقامة “مناطق استقرار مؤقتة” من خلال وقف إطلاق النار لمساعدة اللاجئين على العودة إلى ديارهم في المرحلة المقبلة من قتال “داعش” والقاعدة في سوريا والعراق.
إلا أن تيلرسون لم يكشف عن التفاصيل على الرغم من أن مسؤولاً أمريكياً قال إنه لم يتم الاتفاق إلى الآن بين جميع الوكالات الأميركية بشأن مكان هذه المناطق وكيفية إقامتها.
ومنذ أمد بعيد يتشكك الجيش الأميركي في جدوى إقامة مناطق آمنة داخل سوريا والعراق ويرجع ذلك جزئياً إلى أن أي منطقة آمنة تضمنها الولايات المتحدة ستحتاج بالتأكيد إلى بعض الحماية العسكرية الأميركية. ويقول مسؤولون أميركيون سابقون وخبراء إن تأمين الأرض وحدها يتطلب آلاف الجنود.
وقال قائد التحالف ضد “داعش” اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند في مارس/آذار “إننا نبني مناطق آمنة الآن لجميع العراقيين وجميع السوريين ليكونوا في مأمن من داعش.”
وستكون هناك حاجة لزيادة القوة الجوية الأميركية أو القوة الجوية للتحالف إذا اختار ترامب فرض مناطق حظر طيران وقد تكون ثمة حاجة أيضاً إلى قوات برية لحماية المدنيين في هذه المناطق.
ولم تقدم وزارة الخارجية الأميركية تفاصيل إضافية عن زيارة تيلرسون إلى تركيا لكنها قالت إنه سيزور بروكسل يوم 31 مارس/آذار للمشاركة في اجتماع مقرر لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي.
وكان اجتماع حلف الأطلسي مقرراً في الخامس والسادس من أبريل/نيسان لكن الموعد تغير بعد قرار تيلرسون حضور قمة في الولايات المتحدة مع الصين. وأثار ذلك قلق الحلفاء الأوروبيين القلقين بالفعل من التزام ترامب إزاء التحالف العسكري الغربي.
وقال السناتور جون مكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، للصحفيين الأسبوع الماضي إنه سيكون من الصعب إقناع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بمزايا دعم المقاتلين الأكرد حتى لو أنهم يمثلون أكثر الأسلحة فاعلية في مواجهة متشددي “داعش”.
وأضاف مكين: “المعضلة هي أنك لو لم تستخدم الأكرد فإن الأمر سيستغرق وقتاً أطول كثيراً في حين يرسل داعش الإرهابيين إلى خارج الرقة”، مضيفاً: “لكن إذا قمت بذلك فإنك تواجه تحدياً هائلاً فيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا.”
ويشار إلى أنه لدى الولايات المتحدة حوالي ألف جندي في سوريا في الوقت الراهن وقد تشمل حملة الرقة مئات آخرين.