أنقرة (الزمان التركية) – لم تفرق حكومة حزب العدالة والتنمية في ظلمها بين كبير وصغير أو شاب وكهل؛ حتى أن يد بطشها وصلت إلى العم خليل 78 عاما وزوجته بتهمة الإرهاب.
وكان العم خليل البالغ من العمر 78 عاما، يعمل إماما ومحفظ القرآن الكريم بالمسجد التابع لرئاسة هيئة الشئون الدينية التركية، إلا أن هذا لم يضمن له الرحمة عندما اعتقلته قوات الشرطة بتهمة الانتماء إلى حركة الخدمة المتهمة بتنظيم الانقلاب الفاشل.
وبحسب رواية زوجته الجدة خديجة، فإن الحاج خليل خرج يوم الجمعة للصلاة، وفجأة أبلغ أحد الأشخاص الشرطة عنه دون مقدمات أو حتى معرفة مسبقة؛ ثم جاءت الشرطة لتصطحبه إلى المخفر ليبقى به ما يقرب الأسبوع.
وأوضحت الجدة خديجة أنها لم تعرف ماذا عليها أن تفعل، خاصة أنها ليس لها أولاد، مشيرة إلى أنها لجأت إلى أحد الأقارب الشباب ليذهب معها لزيارة زوجها.
وبدأت الأزمة عندما وجدت قوات الأمن صفحة من عدد قديم من جريدة “زمان” قد وضعتها الجدة تحت الملابس لمنع الرطوبة، فانفجر بها مسئول المخفر قائلا، “ألا تعلمين أن الآلاف قابعون الآن في السجون بسبب هذه الجريدة؟ كيف تتجرأ على فعل ذلك؟”. فرد عليهم العم خليل قائلا: “إنها عجوز تخطى عمرها 70 عاما، أنى لها أن تعلم ذلك.
بالتأكيد لم تفعل ذلك عمدا، فضلا عن أن هذه الجريدة قديمة تعود إلى ما قبل 6 أعوام!”. إلا أن كل هذا لم يفلح معهم، فقرر المدعي العام حبسها ثلاث ساعات عقابا لها، حتى تعود إلى رشدها، بحسب تعبير المدعي العام.
وتستمر الجدة خديجة قائلة: “كان زوجي قد وهب بيتنا المكون من ثلاثة طوابق لوقف “فضاء” بعد مماتنا، وعندما رجعت إلى البيت وجدت مجموعة من الأشخاص يطرقون بابي، عندما فتحت أوضحوا لي أنهم الوصاة المعينون على إدارة وقف فضاء هذا، وقادمون من أنقرة وبدأوا فحص البيت، ثم قالوا: “هذه العمارة هبة لوقفنا، وأنت ستدفعين 750 ليرة تركية شهريا كإيجار، بالإضافة إلى 5 أشهر مضت بأثر رجعي”. قلت لهم كيف يمكن هذا.. وكيف لي أن أدفع هذا الإيجار، لأن زوجي راتبه التقاعدي هو 1600 ليرة، فإذا دفعنا نصفه للإيجار فكيف سنعيش؟ إلا أنهم لم ينصتوا إلي وسخروا مني قائلين: “لتأكل الدولة هذه الأموال بدلا منكم، وسيكون هذا أفضل”، ما تسبب في تجمد الدم في عروقي”.
وتابعت: “مرت الأيام وذهبت مرة أخرى لزيارة زوجي، مع ملابس شتوية ثقيلة لحمايته من برد الشتاء القارس، إلا أن مسئولي الأمن لم يسمحوا لي بإدخال الملابس لزوجي بالرغم من حالته الصحية السيئة وكبر سنه. أخبرت زوجي ما حدث، فإذا به يبكي لما حل بنا”.
وتشير الجدة إلى أن الجميع أصبح يخاف منهم، يخافون حتى الاقتراب من المنطقة التي يعيشان فيها، خوفا من أن يحدث لهم كما حدث لهذين العجوزين لا حول لهم ولا قوة.