إسطنبول (زمان عربي) – وجه الكاتب الصحفي المخضرم أرجون باباهان انتقادا شديد اللهجة لحكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وبخاصة الرئيس رجب طيب أردوغان بسبب محاولاتهم لغلق أو الاستيلاء على مدارس حركة الخدمة الموجودة في خارج البلاد.
وعلَّق باباهان من جريدة “ملّت” (Millet) على جولات أردوغان في أفريقيا سعياً لإغلاق مدارس الخدمة التي تستلهم فكر الأستاذ محمد فتح الله كولن في مقالٍ مثير له قائلاً: “توجد مدارس تابعة لحركة الخدمة في 160 دولة حول العالم. وهذه المدارس لا علاقة لها بالقوانين الجارية في تركيا ولا تتبعها”.
وتابع باباهان: “بدأت تلك المدارس في مطلع مسيرتها التعليمية بمجموعة من المؤسسات التي أسست كشركات تركية في تلك البلاد لكن مع مرور الوقت تم تحويلها إلى شركات تابعة لتلك البلدان من الناحية الفعلية والقانونية. ومن ثم ضمّت تلك الشركات مواطنين محليين في مجالس إداراتها. أي إن تلك المدارس ليست تابعة لتركيا، وإنما تابعة للدولة الواقعة فيها. ولعل هذا التدبير جاء من حركة الخدمة بفضل الدروس والعبر التي استنتجتها مما تعرّضت له قبل وبعد الانقلاب العسكري الحادث في 28 فبراير/ شباط من 1997”.
وأضاف: “فضلا عن أن العاملين الحاليين في تلك المدارس يتألفون من الشباب الذين تخرجوا من تلك المدارس ثم أكملوا تعليمهم في أفضل الجامعات في تركيا أو بلادهم وأنحاء أخرى من العالم أو الجامعات التابعة للخدمة أيضاً. والآن أصبحت تلك المدارس تعتمد على أجيال الشباب الصاعد الذي نشأ في تلك المدارس المشيّدة بعرق متطوعي حركة الخدمة الذين جاءوا من تركيا”.
ثم أعاد الكاتب إلى الأذهان الاستعدادات التي تقوم بها حكومة حزب العدالة والتنمية لنقل ملكية مدارس الخدمة الواقعة في خاردج البلاد إلى وزارة التعليم التركية، مع غياب أي حق قانوني في ذلك، وعقّب بقوله: “محاولات إغلاق مدارس الخدمة محكوم عليها بالفشل الذريع للأسباب المذكورة. فهي عبارة عن محاولات لممارسة الضغط على حركة الخدمة ومدارسها وترهيب العاملين فيها. والحقيقة أنهم يحاولون خلق صورة ذهنية مغالطة للحقيقة بأن تلك المدارس تعمل ضد مصلحة تركيا”.
وأكّد باباهان قائلاً: “جاء الرد على أردوغان في صيغة سؤال من خبير شؤون الشرق الأوسط السابق بالبنتاجون الأمريكي مايكل روبي، حيث قال: “إذا دارت الأيام وأصبح قائدُ دولةٍ كان يحظى باحترامِ وتقديرِ العالم في فترة من الفترات محلاً للسخرية بسبب ما أصابه من جنون العظمة (البارانونيا) وحياكته نظريات مؤامرة فهل تظلّ هذه الدولة جزءاً من أوروبا؟!”.
واختتم الكاتب الصحفي المخضرم أرجون باباهان بطرح سؤال للقراء: “نحن أمام صراع يشكّل أحد طرفيه نظام يقال عنه بأنه أصبح محلا للسخرية، ويشكّل طرفَه الآخر كادر المعلمين المتطوعين الذين ربّوْا أطفال تلك البلدان. ما رأيكم! لمن سيكون النصر في هذا الصراع؟”.