أوتاوا ( زمان التركية ) – لأول مرة في تاريخ البلاد حصد تركي على وسام (كنداOrder of Canada) وهو أعلى وسام يُمنح لمن يقدمون خدمات متميزة للمجتمع الكندي.
وحصل التركي الدكتور فؤاد شاهين (95 عامًا) الذي يقطن في قرية Niagara-On-The-Lake الكندية على الوسام بفضل اسهاماته التي قدمها للمجتمع التركي والإسلامي في كندا.
وأوضح شاهين انه تلقي مكالمة هاتفية من مكتب الحاكم العام في كندا جولي باييت، وهى وظيفة تمثيلية للملكة إليزابيث الثانية، وتطرقت المكالمة إلى اسهاماته التي قدمها إلى اليوم ورغبتهم في منحه هذا الوسام داعين إياه إلى حضور الحفل الذي سيُقام في الرابع والعشرين من الشهر الجاري في العاصمة الكندية أوتاوا.
وقال شاهين إنه منذ 60 عامًا يبذل جهودًا لتحقيق شي في كندا التي قدم إليها عام 1958 معربا عن سعادته لتقدير السلطات الكندية هذا الأمر.
” كنا نصلي العيد والجمعة في المنزل”
ويؤكد شاهين أنهم حرصوا على أداء شعائرهم الدينية منذ وصولهم إلى كندا مفيدا أنهم كانوا الأسرة المسلمة الوحيدة في القرية وكانوا يصلون الجمعة والأعياد داخل المنزل نظرا لاتساعه.
ويضيف شاهين أنه في صباح الأعياد كانوا يعدون السفرة على ضفاف نهر نياجرا ويحتفلون بالعيد مع المسلمين الوافدين مفيدا أنه لاحقا بدأ المسلمون يتدفقون على القرية وقاموا بافتتاح جامع بها.
وذكر شاهين أيضا أنه في السنوات اللاحقة بات المسلمين أكثر تنظيما بتأسيسهم الأوقاف والجمعيات وبادروا بانشاء جامع في كل مدينة يقطنوها، كما أوضح شاهين أنه قبل 33 عاما أسس وقف التنمية والإغاثة الدولي مشددا على مواصلة الوقف خدماته إلى اليوم.
ونال شاهين الذي يلقبه المجتمع التركي في كندا بـ “العثماني الأخير في الشرق” حب المجتمع الاسلامي والتركي في كندا بمبادرته بانشاء العديد من الجوامع والجمعيات والأوقاف في كندا التي هاجر إليها عام 1958.
ويروي شاهين أن والده عمل أولا في مصر ثم حلب وأنه بدأ تعلم القرآن الكريم في كندا وهو في سن الخامسة ليلتحق بالمدرسة الابتدائية وهو في سن السابعة.
وفي عام 1937 بعثه والده إلى إسطنبول وألحقه بثانوية غلطة سراي، وبعد تخرجه منها التحق بكلية الطب التي تخرج منها بعد 6 سنوات من الدراسة. ويوضح شاهين أنه أثناء أدائه الخدمة العسكرية كان سيُمنح منحة في إطار خطة مرشال الأمريكية غير أنه رفض نظرا لقلة أعداد الأطباء في تركيا حينها مفيدا أنه قرر خدمة دولته ورفض الذهاب.
تولى شاهين أول عمل له في بلدة سورتوش بمدينة شانلي أورفا، ومن خلال عمله أدرك أن تركيا بحاجة إلى جراحين مما دفعه إلى السفر إلى إسطنبول لدراسة هذا التخصص في كلية الطب.
جامع لكل مدينة
ويؤكد شاهين أنه أسهم في توحيد المجتمعات المسلمة في كندا وإنشاء جامع في كل مدينة يقيمون فيها مشيرا إلى توسيعهم نطاق علاقاتهم بإقامة علاقات واتصالات مع الحكومة وأن هذا الأمر استمر لسنوات.
وأضاف شاهين أنه لاحقا أسسوا وقف التنمية والإغاثة الدولي الذي بات حاليا وقفا يقدم إغاثات بملايين الدولارات إلى المسلمين حول العالم مفيدا إلى إقامتهم علاقات طيبة مع المسيحين الذين كانوا يجتمعوا بهم مرة شهريا للحديث عن الاسلام والمسيحية والانسانية.
هذا ويفيد شاهين أنه يمتنع عن المشاركة في الفعاليات الغير مهمة بسبب سنه المتقدم قائلا: “عندما زارني صديقي الطبيب السوداني وصف منزلي ببيت الأمة. الحمد لله يأتي الاتراك والمسلمين من الجنسيات الأخرى لزيارتي وهو ما يسعدني كثيرًا”.