واشنطن (زمان التركية) – تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عملية غصن الزيتون التي تنفذها القوات التركية في منطقة عفرين السورية خلال تقرير مراسلها كارلوتا جال من مدينة كيليس التركية الحدودية مع سوريا.
وأشار الخبر إلى دعم قطاع كبير من المجتمع التركي للعملية العسكرية، مذكرا بوفاة شخصين إثر سقوط صاروخ على مدينة كيليس. وأضاف الخبر أنه على الرغم من انزعاج التجار الذين يتجمعون في حديقة الشاي من الهجمات الصاروخية، غير أنهم يقدمون دعما كبيرًا للعملية التي بدأتها تركيا ضد الميليشيات الكردية في سوريا.
ونقلت الصحيفة في تقريرها عن أحد المواطنين الأتراك ويُدعى مصطفى أوزر قوله إن العلمية تزيد من قوة تركيا وتؤمن حدودها، مشيرا إلى أنهم لا يخضعون للتهديد وأن هذه العملية كان لا بد من تنفيذها مسبقا.
وأشارت الصحيفة إلى احتمالية أن تشهد تركيا انتخابات جديدة هذا العام، مفيدة أن أردوغان يثق في تأجيج هذه العمليات العسكرية المشاعر القومية لدى الأتراك، وتعزيز كتلته المحافظة وأن أردوغان سبق وأن استخدم مثل هذه التكتيكات.
معاناة تركيا من مخاوف أمنية فعلية
شددت الصحيفة أيضا في خبرها على معاناة تركيا من مخاوف أمنية فعلية على حدودها، مما أسفر عن الفجوة بينها وبين الولايات المتحدة، غير أنه ليس من المعروف بعد إلى أي مدى سيدفع أردوغان هذه العملية إلى الأمام متسائلة ما إن كان أردوغان سيقتصر على عملية محدودة لتوضيح موقفه أم سيجعلها عملية شاملة لاجتثاث القوى الكردية التي أسستها الولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن مدينة كيليس والمدن الحدودية الأخرى كانت أكثر تضررا من الحرب المندلعة في سوريا منذ عام 2011، وأن هذه المناطق شهدت هجمات من قبل تنظيمي العمال الكردستاني وداعش الإرهابيين، مشيرة إلى الدعم الكبير داخل تركيا للعمليات العسكرية على الميليشات الكردية في سوريا.
وأفادت الصحيفة أن الإعلام الموالي للحكومة التركية يتناول القومية ذات النزعة العسكرية، وهى عادة طويلة المدى، بصورة حماسية إلى حد كبير.
قمع المعارضة
تطرقت الصحيفة في تقريرها أيضا إلى قمع المعارضة في تركيا فيما يتعلق بالعملية العسكرية واعتقال السلطات لمن ينشرون تعليقات مناهضة للعملية على مواقع التواصل الاجتماعي.
حيث تم اعتقال نحو 50 شخصًا في اسطنبول أعلنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي معارضتهم عملية عفرين، من بينهم حزبيون.
كما وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات لاذعة إلى العشرات من الشخصيات العامة في تركيا أعدوا منشورًا بعنوان “أوقفوا الحرب” يناهض عملية غصن الزيتون التي يشنها الجيش التركي في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.
وقال أردوغان موجها حديثه إلى نحو 170 من الأكاديميين والمثقفين، قائلا: “أيها الخونة وعديمي الضمير! هل كونكم أطباء ومعيدين وفنانين يضيف إليكم قيمة؟”.
وفي حديثه مع الصحيفة أكد معلق مراسل المونيتور متين جورجان أن سبعين في المئة من الشعب التركي يدعم عملية “درع الفرات” التي انطلقت في أغسطس عام 2016، موضحا أن عملية غصن الزيتون تحظى بدعم مشابه.
وأشارت الصحيفة إلى دعم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض الذي سبق وأن دعم المفاوضات مع الرئيس السوري بشار الأسد للعملية العسكرية القائمة حاليا في عفرين.
آمال الأتراك في عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم
وأضاف جال أن التجار الذين تحدث معهم بمدينة كيليس عبروا له عن آمالهم في عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم عقب هذه العملية، مشيرا إلى أن تدفق اللاجئين على المدينة رفع تعدادها السكاني من أقل من 100 ألف نسمة إلى 130 ألف نسمة.
وأوضح جال أن السوريين يحظون في تركيا بقبول عام، غير أن الأتراك يشعرون بالغضب تجاههم لأسباب اقتصادية، وتنقل الصحيفة عن مالك محل حلاقة يُدعى أرجان أمير قوله إن تركيا أنفقت الملايين على اللاجئيين السوريين، مفيدا أنه في حال إنفاقها تلك النقود على الأتراك ما كان ليعاني أي تركي من الفقر.