(زمان التركية)ــ سلط تقرير نشره موقع (BBC) الضوء على تراجع نسبة النساء العاملات في تركيا، حيث ينحصر دور أغلبهن في أعمال المنزل، وبحسب التقرير تعمل في تركيا 34 بالمئة من النساء فقط.
ويدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنجاب عدد أكبر من الأطفال، عوضًا عن تفرغ النساء للعمل.
وبحسب التقرير يقول منتقدو الرئيس رجب طيب أردوغان إن خطابه يؤدي إلى تزايد الوضع سوءًا؛ ففي مسيرة حاشدة قبل عامين وصف الرئيس التركي النساء اللاتي لسن أمهات بالـ “ناقصات”. وكان قبلها قد حث الأمهات على إنجاب ثلاثة أطفال على الأقل، واعتبر تنظيم النسل “خيانة”.
وفي مؤشر عدم المساواة بين الجنسين، تحتل تركيا المركز 130 من أصل 144 بلدًا؛ ويستند هذا المؤشر الذي يعتمده المنتدى الاقتصادي العالمي على مدى إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية، والتعليم، والتمكين السياسي والاقتصادي.
لكن رافزا كافاكي كان، وهي عضو برلمان في الحزب الحاكم، تقول إن الحكومة قامت بتحرير النساء المحافظات عبر إلغاء قرار قديم نص على منع ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة.
وتوضح: “تمكن هذه الخطوة النساء المحجبات من العمل والتعليم.. لكن هذه السياسات تحتاج وقتًا لتنفذ فعليًا على أرض الواقع”.
وعند سؤالها عن مدى أحقية رئيس البلاد أن يحدد للنساء عدد الأطفال الذين ينبغي عليهن إنجابه، تقول: “باعتباره رئيسًا، يفكر (أردوغان) بمستقبل مجتمعنا.. تعاني تركيا من شيخوخة سكانية لذا فنحن نحتاج عددا أكبر من الشباب. لذا فوجهة نظره متعلقة بالوضع الديموغرافي”.
وتعليقًا على حقيقة أنه لا يوجد في الحكومة سوى امرأتان فقط تحملان حقائب وزارية في تركيا، تعلق رافزا كان: “لقد أحرزنا تقدما .. لكن الطريق لايزال طويلاً مثل غيرنا من الدول”.
وتوصلت دراسة إلى أن مشاركة النساء التركيات في الاقتصاد يمكن له أن يزيد الناتج الاقتصادي بنسبة 20 بالمئة مع حلول عام 2025.
وتعاني نحو 40 بالمئة من النساء في تركيا من الاعتداء الجسدي؛ وتموت نحو 300 – 400 امرأة في العام جراء ذلك.
وتشير احصاءات رسمية إلى أن الابلاغ عن العنف المنزلي قد ازداد بنسبة 1400 بالمئة مابين عامي 2003 و 2010. وتقول الحكومة إن النساء قد أصبحن أكثر شجاعة للإفصاح عن هذا الأمر.
في إحدى ليالي اسطنبول الباردة، سارت نحو 200 متظاهرة في منطقة بشكتاش العلمانية وهن يرردن هتافات تدعو للمساواة بين الجنسين.
“استقلال مادي”
تقول الناشطة فريدة ايرالب إن إبقاء النساء حبيسات المنازل هو عامل بارز في ازدياد العنف الأسري.
وتوضح: “إن حقيقة عدم امتلاك النساء الحرية الاقتصادية هي واحدة من الأسباب الرئيسية لعدم تمكنهن من التخلص من العنف في حياتهن. إنهن يجبرن على البقاء مع أزواج عنيفين لأنهن معتمدات اقتصاديا عليهم”.
“لابد من تغيير هذه العقلية. هناك وجهة نظر ترى أن النساء غير مساويات للرجال بالطبيعة، وأن مكانهن هو ضمن العائلة ويتوقع منهن أن يكن زوجات وبنات فقط”، تضيف فريدة.
يشار إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان أرجع في تصريحات له العام الماضي خلال حفل توزيع جوائز الغرفة التجارية بالعاصمة أنقرة أسباب ارتفاع معدلات البطالة إلى مشاركة النساء في سوق العمل، وهي التصريحات التي أثبت تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية عدم دقتها. “OECD”
وأشار تقرير المنظمة إلى أن تركيا تأتي في آخر قوائم عمل المرأة، مؤكدا أنها تحتل أيضا المركز الأول من حيث أعداد الشباب غير المشاركين في سوق العمل.
وسجلت تقارير وزارة العمل التركية معدلات عمل المرأة في القوى العاملة بنحو 36% خلال عام 1990، بينما تراجعت بحلول عام 2000 لتصل إلى 28%.
يشار إلى أن إجمالي عدد العاطلين عن العمل في تركيا يبلغ 3 مليون و443 ألف شخص، بحسب البيانات الرسمية لهيئة الإحصاء التركية.