بقلم: تورغوت أوغلو
أثبتت المسرحية الأخيرة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طوّر نفسه بشكل كبير عبر المسرحيات التي أداها طوال فترة توليه السلطة.
سنوضح بالأمثلة براعة وقدرات أردوغان الفائقة في التلاعب بالشعب لافتقاره للبنية العلمية والفكرية وشيوع الجهل:
لا أملك شيئا سوى خاتمي
خلال فترة توليه رئاسة بلدية إسطنبول قال أردوغان أمام جموع من الشعب: ” إذا سمعتم يوما أن أردوغان يمتلك شيئا غير خاتم زفافه هذا فاعلموا حينها أن أردوغان يأكل مالا حراما”.
حسنا لننظر إلى جزء مما يملكه أردوغان الآن :
إبناه بلال وأحمد يمتلكان 15 سفينة شحن ضخمة تقوم بالتجارة مع اسرائيل وتبلغ قيمة إحداها نحو 350 مليون دولار،كما يمتلك 5 فيلات بقيمة 16 مليون دولار على البسفور، أغلى موقع في إسطنبول، و3 فيلات في بلدة أورلا في إزمير وفيلا في كل من أنقرة وريزا وأوسكودار في إسطنبول.
كما تمتلك عائلة أردوغان في العاصمة أنقرة برجينNext Level المؤلفين من 30 طابقا وتبلغ قيمتهما نحو مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك تمتلك عائلة أردوغان 70 مليار دولار في البنوك السويسرية، لذا أسال إخوتي العرب. هل أكل أردوغان بالفعل مالا حراما؟ أترك الإجابة لكم.
مسرحية ” دقيقة واحدة” المعروفة بـOne” “minute
لنتحدث الآن عن مسرحية أخرى فهمها كثير من الناس بشكل خاطئ، عندما قال أردوغان لشيمون بيريز” دقيقة واحدة” خلال منتدى دافوس، ظننا أنه بهذا عارض المذابح التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، لكن تبين أن الأمر ليس هكذا. فبعد نصف ساعة من مغادرته المنتدى أوضح أردوغان أن بيريز لم يكن المقصود من رد فعله بل كان غضبه موجها لمدير الحوار الذي لم يعطه فرصته في الكلام فطلب منه دقيقة واحدة يتحدث فيها، وتوجد هناك مقاطع فيديو على موقع اليوتيوب يصرح فيها أردوغان بأن كلمة “دقيقة واحدة” لم يكن المقصود منها بيريز، وللأسف خُدع اغلب العالم العربي بأكذوبة أن أردوغان تخاصم مع اسرائيل.
وفي عام 2010، وقعت أزمة سفينة”مافي مرمرة” بين تركيا واسرائيل وراح ضحيتها عشرة أتراك، وعقب الحادث مباشرة صرّح أردوغان بأن السلطات سمحت للسفينة بالتوجه إلى قطاع غزة وان اسرائيل ستدفع ثمن ما فعلته، وبعد مرور ست سنوات على الحادث توصل أردوغان إلى اتفاق مع اسرائيل في يونيو/ حزيران الماضي ، وبعده مباشرة قال موبخا القائمين على إرسال مساعدات انسانية في سفينة مافي مرمرة فيما معناه “إن من كانوا على متن السفينة لم يحصلوا على إذن من الحكومة التركية قبل التوجه إلى إسرائيل”.
وقد أثبت التقارير الاقتصادية أنه قبل نشوب أزمة مافي مرمرة بين تركيا وإسرائيل كان حجم التجارة بين الدولتين يبلغ ملياري دولار، وفي أعقاب الأزمة ارتفع إلى 6 مليارات دولار، كما توجد أوراق رسمية حول بدء سفن الشحن الخاصة بأبناء أردوغان بنقل النفط إلى اسرائيل عقب هذه الأزمة، كما ظهر على وسائل الإعلام التركية اتفاق أردوغان مع محام يهودي يدعى روبرت أمستردام ومكتبه الحقوقي لتولي حملة الإفتراءات بحق الداعية فتح الله كولن.
لذا أسال من يتبعون أردوغان ويرون أنه مرشح لخلافة المسلمين ومنقذهم من هو صديق إسرائيل؟
أليست مهاجمة إسرائيل في ميادين الانتخابية بأشد العبارات من أجل الحصول على تأييد الشعب في الانتخابات ثم الاتفاق معها سرا تعد مسرحية صريحة وسخرية من عقول الناس؟
إن كان التعاون مع اسرائيل ليس جرما ومهاجمة اسرائيل واليهود في الميادين وخداع الشعب للفوز في الانتخابات ليس مسرحية إذن فماذا يُسمى هذا؟
أردوغان والمسرحية الأخيرة
زعم أردوغان وجود محاولة إنقلاب في الخامس عشر من يوليو/ تموز الجاري.
لنتناول معا تصريحاته في هذا الصدد. بعد مرور أربع ساعات على لحظة إنطلاق المحاولة الإنقلابية، أعلن أردوغان في بث مباشر أنه علم بالإنقلاب في الرابعة أو الرابعة والنصف عصرا. ثم ذكر في تصريحات لاحقة أنه علم بأمر الإنقلاب قبل حدوثه بساعة أو ساعتين. وفي لقاء له مع قناة الجزيرة الإخبارية خلال الأيام القليلة الماضية، أكد أردوغان أنه علم بأمر الإنقلاب من صهره في آخر لحظة.
إذًن كيف أدرك أردوغان، الذي كذّب نفسه بذكر ثلاثة مواقيت مختلفة، أن الداعية الإسلامي فتح الله كولن هو من دعم الإنقلاب بينما لم يكن الحادث قد انتهى بعد؟ كيف أثبتت السلطات التركية فور انتهاء الحادث تورط 70 ألف موظف حكومي بدءا من القضاة ومدعي العموم انتهاء بالمدرسين والصحفيين والموظفين في هذه المحاولة؟ ومتى تم إعداد هذه القوائم؟.
كما وضحت السلطات التركية أن أحد مدعي العموم المزعوم تورطهم في الإنقلاب وأصدرت بحقه أمر اعتقال توفى قبل شهرين!
كل هذا يثبت أن القوائم كانت معدة مسبقا قبل وقوع محاولة الانقلاب ببضع شهوروبالتالي فإن مسرحية الإنقلاب تم إعدادها قبل نحو شهرين على الأقل.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا إذًا لماذا لعب أردوغان هذه اللعبة على الجنود؟
إن الجيش التركي التقط صورا للأسلحة التي يُزعم إرسالها إلى داعش وقام بتسجيلها كما أنه يعلم هوية الحاصلين على النفط المقدر بملايين الدولارات الذي ينقله داعش عبر تركيا، كما أن الجيش يعلم المسؤول عن تنسيق التحاق الإرهابيين بداعش داخل تركيا. لأن الجيش يتولى حراسة الحدود ولديه معلومات عن هذه الأعمال غير القانونية. كما أن الجيش لديه مخاوف خطيرة من هذا الوضع. لذا يعتقد أردوغان أنه سينجو من هذه الأعمال غير قانونية بتنفيذه انقلابا على العسكريين من خلال مسرحية الانقلاب التي قام بإعدادها.
يمكنكم تفقد الإداعاءات التي تناولناها في هذا المقال عبر جوجل ومصادر مستقلة، ونقدم لكم هنا روابط كي تتبعوا مثالا أو مثالين على هذا.
مصر: صحيفة تتحدث عن أطول يوم في حياة أردوغان
https://youtu.be/n3-cuDnQnV8
https://youtu.be/gJ363–4amE
https://youtu.be/l-FOg0jgwMs