(الزمان التركية) – مراسلنا من صنعاء صقر أبوحسن:
بعيداً عن جدل السياسية ومفرادات الحرب والسلم ينهش وباء” الكوليرا” أجساد اليمنيين ويعيُد الى الواقع الإنساني تجربة مريرة مع مرض أباد مجتمعاتً بكاملها بعد أن صدُم العالم بمشاهد المجاعة في مناطق” تهامة الساحلية”.
وبحسب ما أكد منسق برنامج الأمم المتحدة لرعاية الطفولة” اليونيسيف” خُزام حسين أن البرنامج سجل 68 حالة اصابة بوباء الكوليرا في محافظة تعز. ونفيد النباء بوفاة سبعة مواطنيين بهذا الوباء في هذه المحافظة وحدها.
وتعاني محافظة تعز من ظروف غاية في السوء بعد تحولها الى ساحة معارك ضارية بين الميليشيات الحوثية والقوات المتحالفه معها, والجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي وفصائل المقاومة المتحالفه معه, وقالت “اليونيسيف” إن وباء الكوليرا اجتاح مناطق في تعز وتم رصد 46 حالة في مديرية موزع و 22 حالة في مديرية مقبنة.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق رصد 11 حالة مصابة بالوباء, في ظل تخوف من تزايد عدد الحالات.
في المقابل, كشفت التقارير الدولية والمحلية عن حجم المجاعة التي ضربت مدنا ساحلية بمنطقة تهامة المحاذية للبحر الأحمر, بعد أسابيع فقط من تحذير للأمم المتحدة من “خطر المجاعة في اليمن” والذي قالت أنُه “بات يهدد ستة ملايين شخص من بين نحو 13 مليوناً يفتقرون للإمدادات الغذائية الأساسية”.
وأكد بيان سابق لمنظمات دولية ان ” أكثر من 12.9 مليون شخص في اليمن يعيشون الآن دون الحصول على ما يكفي من المواد الغذائية الأساسية”.
وأثرت الحرب بشكل مباشر على الحياة في اليمن, ما دفع الكثير من الأسر اليمنية الى اختصار الوجبات الغذائية الى وجبتين فقط.
وقال رئيس مؤسسة كايزن الطبية للتوعية مهيوب الشبيبي في تصريح لـ (الزمان التركية) إن الحرب قلبت حياة اليمنيين رأساً على عقب, وفاقمت معاناتهم وجعلت الكثير من متطلبات الحياة في مقدمتها التعليم والصحة ضمن قائمة الرفاهيات بعد أن بات الحصول على الماء والغذاء صعب للغاية.
وأكد أن الأمن الغذائي في البلد تأثر كثيراً “إن لم نتحدث عن انهيار هذا الأمن”. متابعاً :” عامان من الصراع والحصار والقتال المستمر يكفيان ليتحول اليمن الى بقعة تعاني من الجوع والمرض وفقدان الأمن”.