إسطنبول-تركيا (زمان عربي) – في الوقت الذي أصبح فيه الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي إحدى الوسائل الإخبارية التي لاغنى عنها لبعض الناس تعد هذه الوسائل نفسها مصدر إزعاج لأولئك الذين يضيقون ذرعا بحرية التعبير.
وأصبح تطبيق “فاير تشات” “Fire Chat” الذي يوفر خدمة الرسائل المجانية في الهواتف الذكية دون الحاجة لوجود الإنترنت – وإن لم يعد قادرا بعد على هز عرش الواتس آب – والذي خرج من منطقة وادي السيليكون، الكابوس المرعب للحكومات الاستبدادية وشركات الاتصالات.
وكيف لا يصبح كابوسا مرعبا وهو الذي أظهر – مؤخرًا – تأثيره في المسيرة التي نُظمت في باريس لإدانة الهجمات الإرهابية على صحيفة “شارلي إبدو” الفرنسية الساخرة والتي أسفرت عن مقتل 12 شخصًا. إذ استخدم الناس تطبيق “Fire Chat” لمعرفة المصابين وتحديد أماكنهم والإبلاغ عن الحاجة إلى الأطباء.
كما أنه عندما انقطعت إشارات الهواتف خلال حفل موسيقي تم تنظيمه في صحراء في الولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس/ آب الماضي قام المسؤولون باستخدام تطبيق “Fire Chat” لإخطار الناس بأنه تم تأجيل الحفل.
فكيف يتم استخدام تطبيق “Fire Chat”. يوفر هذا البرنامج الذي يتم تحميله على الهواتف الذكيّة إمكانية التواصل عبر البلوتوث داخل نطاق 50 مترا. ويوضح ميشا بانوليال مخترع تطبيقي “Fire Chat” و”Open Garden” وهو رئيس مجلس إدارة الشركة فرنسي الأصل أن عام 2014 كان عاما رائعا للتطبيقات التي يتم تحميلها على الهواتف.
وفي تايوان عندما هددت الحكومة بقطع الإنترنت أثناء الحركة الاحتجاجية المسمّاه بـ “حركة عباد الشمس” قام المتظاهرون الذين يبحثون عن بديل للتواصل فيهما بينهم بتحميل “Fire Chat” لأجهزتهم المحمولة وأصبح هذا التطبيق في المرتبة الأولى في تايوان. لدرجة أن هذا البرنامج أصبح وسيلة التواصل الوحيدة بين الموجودين بالبرلمان وخارجه. ويقول بانوليال أنه لاحظ للمرة الأولى قوة التطبيق الذي طوّره في أحداث تايوان.
وحطّم تطبيق “Fire Chat” أرقاما قياسية في إيران عندما تم حظر تطبيقات المراسلة مثل “Facebook” و”Whatsapp” وكذلك في العراق عندما تم تقييد استخدام الإنترنت، لدرجة أن قام 40 ألف مستخدم في العراق فقط بتحميل تطبيق “Fire Chat” في أحد أيام نهاية الأسبوع.
والسبب وراء شهرة ومعرفة هذا التطبيق عالميا يرجع للمظاهرات التي اندلعت في شهر سبتمبر/ أيلول في هونج كونج. إذ أنه بعدما أفلست الهواتف بسبب الزيادة في الكثافة السكنية وخوف المتظاهرين من انقطاع الإنترنت استطاعوا أن ينظموا أنفسهم بفضل تطبيق “Fire Chat”. وقام أكثر من 100 ألف شخص بتحميل التطبيق خلال 24 ساعة، ثم تجاوز هذا الرقم المليون في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 7 ملايين.
ويرى بانوليال أن ردة الفعل هذه تعتبر رسالة من سكان هونج كونج للحكومة الصينية بأنها لاتستطيع إسكاتهم.
وأوضح بانوليال عبر خريطة العالم الدول التي تسمح بحرية الإنترنت والأخرى التي تمنعها. وقال إن الدول التي تحظر الإنترنت اليوم يزيد عددها عن الدول التي تسمح بحريته وهذا أمر يدعو للخوف. كما عد تركيا أيضا من بين الدول المتوقع فيها حظر الإنترنت. كما يرى أن هذا التطبيق سيكون بمثابة منافس لشركات الأجهزة المحمولة.