نوح جونول طاش
– أليس الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من الأهداف الاستراتيجية لتركيا؟
– ألا يُذكر هذا الهدف ويعلن عنها على لسان المسؤول الأول في تركيا؟
– ألا تجري تركيا مباحثات للانضمام للاتحاد الأوروبي؟
– ألا تستفيد تركيا من الصناديق المالية الأوروبية في المجالات المختلفة والاستثمارات والمساعدات الاجتماعية بأسماء مختلفة؟
– ألا يتم بيع العديد من المؤسسات التابعة للدولة وأخرى خاصة في تركيا لأشخاص أو شركات من الدول الغربية؟
– ألا تشرع تركيا في العودة إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية في الأمور المعقدة التي لا تجد لها حلا في محاكمها؟
– ألا يبحث مئات من الناس في تركيا عن العدل عبر نقل مشاكلهم إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية؟
– ألا ينتهي أكثر من 90% من الدعاوى المرفوعة إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بقرار الحكم على تركيا بدفع التعويضات؟
مادام الأمر كذلك فلماذا يحاول البعض توصيف بيانات الأبرياء وتصريحاتهم للبرلمان الأوروبي ومؤسسات المجتمع المدني في الدول الأوروبية ومراجعتهم لمحكمة حقوق الإنسان الأوروبية بخيانة للوطن وتقديمهم إلى الرأي العام كأنهم مجرمين مع أنهم لا يلجأون إلى ذلك إلا لأنهم ظلموا وتضرروا مما يجري في تركيا من ظلم واغتصاب الحقوق وعدم تطبيق القوانين والإخلال بحقوق الإنسان والتنكيل والتمييز والحد من حرية الإعلام وضغوط الحكومة الشديدة على الإعلام وضغوطها الهدامة على مؤسسات المجتمع المدني واتهام أصحاب السلطة للأبرياء وإملائهم التهم على المحاكم.
ألم يكن بعض المنسوبين للحزب الحاكم الحالي إذا تعرضوا للظلم في السابق يشتكون إلى الاتحاد الأوروبي ويقولون “إن الاتحاد الأوروبي لا يضربنا على الأقل ولكننا نتعرض في بلدنا للضرب والشتم معا”؟
فحكام تركيا اليوم يستفيدون من جميع امكانات الاتحاد الأوروبي لكنهم يتعاملون مع المواطنين في الوقت نفسه كالحكام المستبدين دون مراعاة المواصفات والمعايير الأوروبية.
وعندما يتقاسم الصحفيون هذه الممارسات الظالمة وغير المتحضرة مع زملائهم الأوروبيين يُتهمون بالخيانة الوطنية.
فأسألكم يا حكام تركيا:
ما هذا التناقض الغريب؟!
كان بإمكان وزير الداخلية أفكان آلاء أن يقول: “إن جواب هذا السؤال ليس عندي وإنما في المركز (القصر الجمهوري)”
في الحقيقة لو لم يتهربوا من الإعلام وتشجعوا للظهور على جميع وسائل الإعلام بدلا من تنظيم جلسات مع بعض الموالين لهم فقط. فسيعيش كل منهم العجز الفكري الذي عاشه أفكان آلاء أمس على قناة خبرتورك.
ولكنهم يتهربون ولا يظهرون إلا أمام أتباعهم.
إن الصحفي ويسي أتيش من قناة خبر تورك لم يكن غريبا عليهم لكنه سأل ضيفه وزير الداخلية أفكان آلاء: “كيف تفهمون وتجزمون بأن موظف دولة أو ضابط شرطة أو مدير أمن ينتمي إلى الكيان الموازي؟”
ربما كان هذا السؤال هو أول سؤال يواجهه أفكان آلاء من حيث لم يراجع ولم يتهيأ للإجابة عنه في السنوات الأخيرة.
وقد تفوه أفكان آلاء ببعض كلمات للإجابة عن هذا السؤال لكن لم يفهم السائل ولا المجيب ولا المـُشاهد شيئا من ذلك الجواب. ولو أنه قال “إن جواب هذا السؤال ليس عندي وإنما في المركز (القصر)” بدلا عن أن يعقب بجمل لا معنى لها لكان الجميع فهم الجواب بسهولة.