إسطنبول (زمان عربي) – يؤكد علماء الدين الإسلامي أن أكبر المغريات والفتن ووسائل الامتحان بالنسبة للمسلمين في يومنا هذا هي المال والجاه والشهرة.
ومن هذا المنطلق نظمت مجلة حراء الصادرة باللغة العربية، بالتعاون مع مجلة” ييني أوميت” “Yeni Ümit” (الأمل الجديد) الصادرة باللغة التركية أول من أمس، مؤتمرا دوليا بعنوان: “القيم الأخلاقية حُرمتها ومكانتها” في مدينة إزمير غرب تركيا، بحضور واسع من العلماء المسلمين من تركيا، الجزائر، المغرب، السودان، اليمن وألبانيا.
وأكد الأساتذة المشاركون في المؤتمر على أهمية الأخلاق بالنسبة للإنسانية والعالم الإسلامي. ومن جانبه لخَّص رئيس اتحاد علماء مسلمي الجزائر عبد الرزاق قسوم أهمية الأخلاق، قائلا: “إن الأخلاق من العناصر التي تُعظِّمُ وترفع من شأن الإنسان والإنسانية. وهي تحرر الإنسان من غرائزه الحيوانية وتزينه بالصفات الإنسانية الحميدة”.
وأوضح الأستاذ قسوم أن الأخلاق شرط من شروط نهضة الأمم، قائلا: “إذا بقيت الأخلاق سليمة، بقيت الأمم ببقائها وسلمت بسلامتها. وإذا قضي على الأخلاق، قضي على الأمم. فتنظيم وترتيب كل الأعمال مرتبط بالأخلاق”.
وأكد رئيس تحرير مجلة “يني أوميت” (Yeni Ümit) أرجون تشابان أننا في هذه الفترة التي نعيشها بالخصوص نشعر بأمس الحاجة إلى حماية القيم الأخلاقية واكتسابها أكثر من أي وقت آخر.
كما قدم الأستاذ أحمد بوكيلي، أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة بن طفيل بالمغرب، في كلمته ضمن فاعليات المؤتمر، عرضا في موضوع التعفف والاستغناء. وبدأ بوكلي كلمته بتوجيه الشكر والتقدير للأستاذ فتح الله كولن ومدارس حركة الخدمة المنتشرة في أكثر من 160 دولة حول العالم.
وأوضح أن نظام التعليم في مدارس حركة الخدمة يستند على الإيمان والثقافة؛ وقال: “إن الأستاذ فتح الله كولن يؤسس تلك المدارس والمؤسسات التعليمية على دعائم الإيمان والثقافة”.
وأوضح رئيس تحرير مجلة حراء، الصادرة باللغة العربية، الأستاذ نوزات صواش أن القيم الأخلاقية المتأزمة في العالم الإسلامي وفي العالم أجمع هي المحور الرئيسي للمؤتمر، قائلا: “إن العالم الإسلامي اليوم يواجه أزمات ومشكلات كبيرة. فلا يمر يوم دون أن نسمع عن وقوع أحداث مزلزلة. فتلك الأحداث تقع على قلوبنا وأفئدتنا كالنار ذات لهب وتحرقها”.
وأكد صواش أن إصلاح النفس والقلب سينعكس بالتأكيد على الأعمال والتصرفات. وأشار إلى الحديث الشريف: “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب” وقال إن صلح القلب صلح الجسد وإن صلح الجسد صلح الفرد وإذا صلح الفرد صلح المجتمع بأسره.
وأكد أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والعلماء المسلمون هم القدوة الحسنة للمسلمين، قائلا: “إن هذا الامتحان هو متعلق بالأخلاق. فالمسلمون في امتحان بالمال والجاه والشهرة، لكنهم في أغلب الأحيان يخسرون في الامتحان. كما يخسرون في الامتحان بالشهوة أيضًا. فنحن بحاجة للرجوع إلى الأخلاق من أجل توضيح وبيان القيم الإسلامية. فرسولنا عليه الصلاة والسلام وعلماء المسلمين هم قدوتنا وأسوتنا”.
من جانبه قال البروفيسور فؤاد البنّا، عضو هيئة التدريس بجامعة تعز باليمن: “عندما ينصلح حال العلماء ينصلح حال الأمة أجمع، وبفساد العلماء تفسد الأمة ويفسد المجتمع”.
وأوضح البروفيسور البنّا أن هناك صنفين مهمين في المجتمع الأول الأمراء والثاني العلماء، وبصلاح هذين الصنفين من الناس ينصلح المجتمع، وبفسادهم يفسد المجتمع، وقال: “عندما يبتعد السلطان أو الحاكم عن الدين والقرآن ينبغي على العلماء أن يتخذوا موقعهم ويتصدوا لذلك. وعلى العالم أن يقف في وجه الظالم ويقول له “أنت ظالم”. والعالم الذي لايقول هذا يتحول من شيطان أخرس إلى شيطان متكلم”.