إسطنبول (زمان عربي) – تعد رسالة الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي أحد أكبر علَّامات ومفكري القرن العشرين في تعزية أحد تلاميذه في وفاة ابنه خير علاج لكل أبوين فقدا أحد أبنائهما واكتوي قلباهما بنار الفراق.
ويقدم الأستاذ النورسي في رسالة التعزية في المكتوب السابع عشر مواساة حقيقية وبشارة للأمهات والآباء.
فقد ابتهجت الحياة في السنة الخامسة من زواج أسين ومحمد كارا عندما عرفا أنهما سيرزقان بثلاثة توائم في وقت كادا ييأسا من الإنجاب. وملأت الفرحة أرجاء المكان وكادا يطيران من السعادة وأبلغا كل الأقارب والمحبين. وتوالت عليهما المباركات من كل من يعرفهما. بيد أن فرحة الأبوين لم تكتمل وفقدا مولودهما في الشهر الرابع من الحمل. وعندما تلقى الأب محمد كارا الخبر قال: “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
بينما لجأت الأم أسين إلى مواساة نفسها بقراءة رسالة النورسي في تعزية الطفل في المكتوب السابع عشر للأستاذ. لأن الأستاذ النورسي قام بتبسيط وإيضاح الأمور في خمس نقاط وقدم بشارة لمن فقدوا أولادهم من الآباء والأمهات. وأوضحت أسين كارا أنها شعرت بتجلي اسم “الله” جل علاه، وبدأت تفكر في الدار الآخرة.
وأوضحت كارا أنها قرأت رسالة النورسي في تعزية الطفل مرات كثيرة، قبل الزواج مشيرة إلى أنها تتأثر في كل مرة تقرأ فيها الرسالة. وهمهمت كارا في تلك الأيام بينها وبين نفسها، قائلة: “عندما يرزق المرء بمولود في الدنيا، ثم ينتقل للرفيق الأعلى فإنه يصبح طفلا من أطفال الجنة”. أما الآن فتقول: “ليس من السهل تكوين جملة واحدة في هذا الموقف”، موضحة أنها تمر باختبار حقيقي في الحياة.
وتؤكد كارا أن رسالة النورسي في تعزية الطفل خير علاج لمن فقدوا أطفالهم من الآباء والأمهات، موضحة أن تلك الرسالة توجه فكر ونظر الأبوين نحو الدار الآخرة. ويقول الأستاذ بديع الزمان النورسي: “إن أطفالنا الذين نقول إننا فقدناهم في الدنيا، سيكونون مكسبا وشفيعا لنا في الدار الآخرة”. أما الأفكار المخالفة لذلك فقد تصيب الأم باليأس وتجعلها تنفصل عن الحياة من حولها، وتدفعها إلى عالم من العزلة.
وتؤقترح عائلة كارا على الأسر التي اكتوت بالنار قلوبهم أن يقرأوا رسالة النورسي في تعزية الطفل.
ويوجه الأستاذ بديع الزمان رسالته للمؤمنين الذي فقدوا أطفالهم، قائلا:
– إن خالق طفلك الرحيم أخذه من الدار الدنيوية المؤقتة إلى جنة الخلد والحياة الأبدية.
– وستسمح له تلك الخطوة أن يبقى طفلا سعيدا وبريئا للأبد.
– وسيكون شفيعا لوالديه في الآخر، وقد يكون سببا في دخولهما الجنة.
– وسوف يلحقان به في جنة الخلد، وسيتمتعون بقيمة ومذاق الأسرة في الجنة.
– فالفراق مدته قصيرة. أما المعية والمرافقة فستكون في دار الآخرة.
– يجب ألا ننسى الآية الكريمة: ﴿وما الحكم إلا لله﴾. الآية 40- سورة يوسف.
– ويجب أن التذكير دائما وأبدا بـ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾. الآية 156- سورة البقرة.