بقلم: د.فؤاد البنا
باﻷمس اختطفت عصابة الحوثي ثورة الشباب السلمية، وتبعتها باختطاف السلطة اليمنية بتفويض وتحريض دولي وإقليمي، وهي تقاتل اﻵن بكل ما آتاها الفرس واﻷمريكان من إجرام، وبكل ما أعطاهم الشيطان من شر وخبث ومكر، وبكل ما في جبلتهم الترابية من نوازع التوحش وطبائع الحيوانات، من أجل ابتلاع هذا الوطن الكبير وإدخاله بيت الطاعة اﻹيراني، وتحويل الشعب اليمني اﻷبي إلى جواري وعبيد عند الساسانيين اﻷشرار!
وفي كل يوم يسود الحوثيون ويلطخون مئات الصفحات بأفعالهم السوداء، وذلك بشتى أنواع اﻹجرام، وسائر صنوف التعري واﻻنحطاط، لمن لم يعرفهم بعد كما هم، ممن أصيبوا بالعشى الفكرى والعمش اﻷخلاقي!
أما نحن وأمثالنا كثيرون، فندرك أن عصابة تنتقل من قطع الطرق إلى الفكر والسياسة، وبدعم من الفرس اﻷعداء اﻷزليين للعرب، وألد أعداء المسلمين، لن تكون (طيور الجنة) وﻻ تستطيع أن تكون إﻻ عصابة مافيا من طراز نادر، مهما وضعت من مساحيق التجميل في وجوهها القبيحة، ومهما حاولت إخفاء عوراتها المهترئة، وكلها عورات!
ومهما تدثرت بالشعارات الدينية والوطنية فإنها لن تستطيع خداع كل الناس، فإن أفعالها القبيحة تفضح أقوالها المليحة، وممارساتها السوداء تكذب شعاراتها الرنانة، والتي صممت للضحك على المغفلين واستدراج الساذجين إلى حبائلها اﻹبليسية!!
وباﻷمس القريب قامت هذه العصابة ذاتها باختطاف مجموعة من الناشطين من شباب ثورة فبراير، على رأسهم ابني د.فارس البنا والكاتب المعروف عزوز السامعي والناشطون: عمار الحطامي، وهشام الفقيه ومحمد البيضاني في نقطة تقطع خارج مدينة إب، ومعظمهم تخرجوا من الجامعة هذا العام، فهي توجد لهم أعماﻻ في سجونها التي يستعيذ منها الشيطان!
ومن يرى (نوارس الثورة) هؤﻻء سيتعجب من اختطاف الغربان الحوثية لهم، ومن يعرف ملائكة فبراير الخمسة سيستغرب أن يتم اختطافهم، ولكن استغرابه سيزول عندما يدرك أن المختطفين هم من شياطين جماعة الحوثي التي يستفزها كل جميل، وتحاول وأد كل جليل في وطننا المنكوب بهذا الوباء، أجار الله الجميع من شرهم الوبيل!!
ﻻ أدري كيف تزين لهم أنفسهم اﻷمارة بالسوء هذه اﻷفاعيل التي تثير ذعر إبليس نفسه، لكنهم ﻻ يدرون أن اﻷحرار قد استعدوا بالتعاويذ في النهار واﻷدعية في اﻷسحار، ولذلك لن تزيدهم هذه الجرائم إﻻ صمودا في وجه العاصفة وثباتا أمام اﻹعصار، ولن تزيدهم هذه العربدة إﻻ يقينا بوجوب العمل السلمي المتواصل، حتى ينقشع هذا الليل المتوحش الدامس!!
فيا أيها اﻷحرار! ارفعوا أصواتكم باستنكار هذه الجرائم، اجعلوهم بإجرامهم هذا يجنون على أنفسهم، ويندمون مما جنت أيديهم، ويدنون سقوطهم الذي سيكون مريعا بقدر ما روعوا من آمنين!!
وأخيراً يجب أن تعوا يا أتباع (فارس)، أنكم لن تستطيعوا أسر كل (فارس) عربي، فقد دخلت اﻷمة شهر (مارس)، وتحركت عجلات قطار الربيع الوارف!
ومهما أفسدتم من زهور، فلقد انتهى شتاؤكم وآن لربيع اﻷمة أن ينبثق، من بين براثن الوجع ومن وسط أركمة اﻵﻻم، فعودوا إلى رشدكم وخففوا أوزاركم هداكم الله!!